فأما القراءة (١) في المعايش فقال الفراء: (لا تهمز لأنها في الواحدة مفعلة الياء في الفعل فلذلك لم يهمز وإنما يهمز من هذا ما كانت الياء فيه زائدة، مثل: مدينة ومدائن، وقبيلة وقبائل، لما كانت الياء لا يعرف لها أصل ثم قارنتها ألف مجهولة أيضًا همزت. قال: ومثل معايش من الواو [مما لا يهمز (معاون) في جمع معونة، و (مناور) في جمع منارة، وذلك أن الواو] (٢) ترجع (٣) إلى أصلها لسكون الألف قبلها) (٤) هذا مذهب جميع القراء في المعايش لا يهمزونها، وروى خارجة (٥) عن نافع ﴿معائش﴾ بالهمز (٦).

(١) قرأ الجمهور ﴿معايش﴾ بالياء، وقرأ عبد الرحمن بن هرمز الأعرج - وزيد بن علي، والأعمش، وخارجة بن مصعب عن نافع، وابن عامر في رواية: ﴿معائش﴾ بالهمز، والقياس بدون همز؛ لأن الياء أصل وإذا كانت زائدة همزت مثل صحيفة وصحائف. لكن قال الفراء في "معانيه" ١/ ٣٧٣: (وربما همزت العرب هذا وشبهه يتوهمون أنها فعيلة بشبهها بوزنها في اللفظ وعدة الحروف كما جمعوا مسيل الماء أمسله شبه بفعيل وهو مفعل وقد همزت العرب المصائب وواحدتها مصيبة، شبهت بفعيلة لكثرتها في الكلام) اهـ. وقال أبو حيان في "البحر" ٤/ ٢٧١: (رواها عرب فصحاء ثقات فوجب قبولها، وقد ردها نحاة البصرة ولسنا متعبدين بأقوال نحاة البصرة) اهـ. بتصرف. وانظر: "السبعة" ص ٢٧٨، و"إعراب النحاس" ١/ ٦٠٠، و"معرفة القراءات" ١/ ٤٠٠، و"إعراب القراءات" ١/ ١٧٦، و"مختصر الشواذ" ص ٤٨، و"المبسوط" ص ١٧٩، و"الدر المصون" ٥/ ٢٥٨.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٣) في (ب): (فترجع).
(٤) "معاني الفراء" ١/ ٢٧٣.
(٥) خارجة بن مُصْعَب بن خارجة الضبعي أبو الحجاج الخراساني، فقيه، مقرئ، متروك الحديث. أخذ القراءة عن نافع وغيره، وله شذوذ كثير عنه لم يتابع عليه، توفي سنة ١٦٨ هـ وله ٩٨ سنة. انظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ٣٧٥، و"ميزان الاعتدال" ١/ ٦٢٥، و"غاية النهاية" ١/ ٢٦٨، و"تهذيب التهذيب" ١/ ٥١٢.
(٦) ذكرها أكثرهم كما في المراجع السابقة في فقرة رقم (٢).


الصفحة التالية
Icon