فجاءت الواو في الحُمُوَّة مصححةً وكان القياس أن ينقلب ياء من حيث كان جمعًا، ولحاق تاء التأنيث في الحموة على حد عمومة وخيوطة، ومما يؤكد كسر الفاء في ﴿حُلِيِّهِمْ﴾ قولهم: قِسيٌّ من جمع (قوس)، ألا ترى أنا لا نعلم أحدًا يسكن إلى روايته حكى فيه غير الكسر في الفاء، فهذا مما يدل على تمكن الكسرة في هذا الباب الذي هو الجمع، وأما ما كان من هذا النحو واحداً كالمُضي والصُلي مصدر صَلِيَ، فإن الفاء منه لا يكسر كما كُسِر في المجموع؛ لأن الواحد لم يتغير فيه المعنى كما تغير في الجمع، على أن أبا عمر (١) حكى عن أبي زيد (أوَى إليه إويًا بالكسر) (٢)، فأما قوله: ﴿وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: ٢١]، وقال في أخرى (٣): ﴿أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾ [مريم: ٦٩] فإن الواو في (العتو) لما كان طرفًا أبدل في الجمع، ولا يلزم فيه البدل كما يلزم في الجمع) (٤).
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٢٣٦ (أوى).
(٣) في (أ): (أخريهم)، وهو تحريف.
(٤) "الحجة" لأبي علي ٤/ ٨٠ - ٨٨ مع بعض الاختصار، وانظر: "معاني القراءات" ١/ ٤٢٣، و"إعراب القراءات" ١/ ٢٠٧، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٦٤، ولابن زنجله ص ٢٩٦، و"الكشف" ١/ ٤٧٧.