فتوهموه فعيلاً، وإنما هو مفعل (١)، ومثل هذا من الشواذ والغلط لا يعترض به على الشائع المطرد ولا يحمل غيره عليه، وإنما حكمه أن يعرف أصله ويبين وجه الصواب فيه، ومن أين وقع الشبه الذي جاء من أجله الغلط، فمسلان من سأل خطأ وإن كان قد قيل، فكذلك (٢) همز (٣) معايش غلط) (٤)، فأما الكلام في (مدائن) فسنذكره إذا أتينا إلى قوله: ﴿وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾ (٥) [الأعراف: ١١١] من هذه السورة (٦) إن شاء الله.
وقوله تعالى: ﴿قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾، قال ابن عباس: (يريد: أنكم غير شاكرين لأنعمي (٧) [ولا] طائعين) (٨). وتقدير هذا تقدير قوله: ﴿قَلِيلًا مَا

= انظر: "اللسان" ٨/ ٤٩٤٧ (يبب)، وأمسلة، بسكون الميم وكسر السين: جمع مَسِيل وهو: مجرى الماء. انظر: "اللسان" ٧/ ٤٢٠٥ (مسل) ومدافعها. المجاري التي تدفع إلى الأودية. انظر: "اللسان" ٣/ ١٣٩٤ (دفع)، وخليف بفتح الخاء وكسر اللام: الطريق بين الجبلين انظر: "اللسان" ٢/ ١٢٤٢ (خلف).
(١) إلى هنا انتهى النقل من "الحجة".
(٢) في (ب): (فلذلك).
(٣) في (أ): (همزة).
(٤) انظر: "الإغفال" ص ٧٣٠ - ٧٤٤، و"الحجة" ٤/ ٧ - ٨، وهو أخذ منهما مع بعض التصرف اليسير في العبارة وانظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٢٥، و"المشكل" ١/ ٢٨٣، والمراجع المذكورة في "القراءة" ص ٣٠ من هذا الجزء.
(٥) في (ب): (وأرسل فرعون في المدائن حاشرين) من هذه السورة إن شاء الله. وهذا وهم، وجاء في سورة الشعراء الآية: ٥٣ قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾.
(٦) انظر تفسير هذه الآية في هذا الجزء ص ٢٦٧.
(٧) لفظ: (ولا) ساقط من (ب).
(٨) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٦٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ١٧٢، وفي "تنوير المقباس" ٢/ ٨٢ نحوه.


الصفحة التالية
Icon