وقد ذكرنا في أول الكتاب (١) أن البدل يقدر فيه تكرير العامل، ونص أبو علي على هذا القول فقال: (ليس الأسباط بتفسير، ولكنه بدل من ﴿اثْنَتَيْ عَشْرَةَ﴾) (٢).
وقوله تعالى: ﴿فَانْبَجَسَتْ﴾. بَجْسُ الماء وانبجاسه، انفجاره، يقال: بَجَسَ الماء يبجس [بجسا] (٣) وانبجس وتبجس: إذا تفجر
هذا قول أهل اللغة (٤) والمفسرين (٥) في معنى معنى الانبجاس والانفجار (٦)
وأنهما سواء، وفرق قوم بينهما (٧)، فقالوا: (الانبجاس: خروج الجاري بقلة، والانفجار: خروجه بكثرة)، وهذا يروي عن أبي عمرو

(١) لم أقف عليه بعد طول بحث عنه في "مظانه".
(٢) كتاب "التكملة" ص ٢٦١، وقال السمين في "الدر" ٥/ ٤٨٤: (تمييز ﴿اثنتي عشرة﴾ محذوف لفهم المعنى، تقديره: ﴿اثْنَتَيْ عَشْرَةَ﴾ فرقة و ﴿أسباطا﴾ بدل من ذلك التمييز لأن أسباط مذكر وجمع) اهـ.
(٣) (بجسا) ساقط من (أ).
(٤) انظر: "العين" ٦/ ٥٨، و"الجمهرة" ١/ ٢٦٧، و"تهذيب اللغة" ١/ ٢٧٧، و"الصحاح" ٣/ ٩٠٧، و"المجمل" ١/ ١١٦، و"مقاييس اللغة" ١/ ١٩٩، و"اللسان" ١/ ٢١٢ (بجس).
(٥) انظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٣٠، و"غريب القرآن" لليزيدي ص ١٥١، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٨٢، و"تفسير الطبري" ٩/ ٨٩، و"نزهة القلوب" ص ١٢٦، و"معاني النحاس" ٣/ ٩٢، و"تفسير المشكل" ص ٨٧
(٦) انظر: "العين" ٦/ ١١١، و"الجمهرة" ١/ ٤٦٣، و"تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٤٣، و"الصحاح" ٢/ ٧٧٨، و"المجمل" ٣/ ٧١٢، و"مقاييس اللغة" ٤/ ٤٧٥، و"المفردات" ص ٦٢٥، و"اللسان" ٦/ ٣٣٥١ (فجر).
(٧) قال الراغب في "المفردات" ص ١٠٨: (الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع) اهـ.
وانظر: "عمدة الحفاظ" ص ٣٩، و"الدر المصون" ٥/ ٤٨٧ - ٤٨٨.


الصفحة التالية
Icon