وقال جابر بن عبد الله: (هو الإسلام) (١).
١٧ - قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾، قال ابن عباس في رواية الوالبي: (﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ يعني آخرتهم، يقول: أشككهم فيها، ﴿وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ أرغبهم في دنياهم) (٢).
وهو قول قتادة، قال: (آتيهم ﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ فأخبرهم أنه لا بعث ولا جنة ولا نار، ومن ﴿خَلْفِهِمْ﴾ من أمر الدنيا فزيَّنها لهم ودعاهم إليها) (٣)، ونحو هذا قال الكلبي (٤)، وهؤلاء جعلوا الآخرة بين أيديهم لأنهم يردون عليها فهي بين أيديهم، وإذا كانت الآخرة بين أيديهم كانت الدنيا خلفهم لأنهم يخلفونها (٥).

= مسعود قال: (طريق مكة).
انظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ٢٠٦، وابن الجوزي ٣/ ١٧٦، و"الدر المنثور" ٣/ ١٣٥.
(١) ذكره ابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١٧٦، وابن القيم كما في "بدائع التفسير" ٢/ ١٩٥، وما ذكر تنبيه على بعض أنواع الصراط، والظاهر هو العموم، فالصراط: الطريق وسبيل النجاة، وذلك دين الله الحق، والإسلام وشرائعه، وهو اختيار عامة المفسرين.
انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ١٣٤، ١٣٥، و"معاني النحاس " ٣/ ١٦، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٥٣٣، و"البغوي" ٣/ ٢١٨، و"ابن عطية" ٥/ ٤٤٦.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ١٣٦، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٤٤ بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ١٣٦.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ١٣٦ بسند جيد. ، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٤٤ بسند جيد عن قتادة عن الحسن وقال: (وروى عن عكرمة نحو ذلك) اهـ.
(٤) "تنوير المقباس" ٢/ ٨٤، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٢٥ بسند جيد عن الكلبي، وذكره السمرقندي ١/ ٥٣٣، والثعلبي ١٨٨ ب.
(٥) ذكر نحوه النحاس في "معانيه" ٣/ ١٨.


الصفحة التالية
Icon