وقال قتادة (١): (هلا افتعلتها (٢) [وأنشأتها من قبل نفسك واختيارك).
وقال الضحاك: (افتعلتها] (٣) من تلقاء نفسك) (٤).
قال الزجاج: (فأعلمهم - ﷺ - أن الآيات من قبل الله عز وجل لقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي﴾ (٥) [الأعراف: ٢٠٣]، أي: (٦) لو كنت آتي بالآيات من قبل نفسي للزمني تعجيل ما تطلبون مني، لكن ليس الأمر كذلك لأني ﴿أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي﴾.
وقوله تعالى: ﴿هَذَا﴾ أي: هذا القرآن الذي أتيت به ﴿بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.

(١) ذكره الثعلبي ٦/ ٣٣/ ب، وأخرج عبد الرزاق ١/ ٢/ ٢٤٧، والطبري ٩/ ١٦١ بسند جيد عنه قال: (لولا جئت بها من نفسك)، وفي رواية عند الطبري بسند جيد عنه قال: (لولا تلقيتها من ربك)، وأخرج الطبري ٩/ ١٦١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٤٤ بسند جيد عنه قال: (لولا أتيت بها من قبل نفسك، هذا قول كفار قريش) اهـ.
(٢) في (ب): (فعلتها).
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٤) أخرج الطبري ٩/ ١٦١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٤٣ بسند جيد عنه قال: (لولا أخذتها فجئت بها من السماء) اهـ، والمعاني متقاربة، واختار الطبري ٩/ ١٦١ أن المعنى: (هلا أحدثتها من نفسك) اهـ، واختار النحاس في "معانيه" ٣/ ١٢١: (جئت بها من عند نفسك قال: وكذلك هو في اللغة يقال: اجتبيت الشيء وارتجلته واخترعته واختلقته إذا جئت به من عند نفسك) اهـ.
وقال ابن الجوزي ٣/ ٣١٢: (هلا افتعلتها من تلقاء نفسك قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد والفراء والزجاج وابن قتيبة في آخرين وهو أصح) اهـ. وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٠٠، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٨٧، والسمرقندي ١/ ٥٩١، والماوردي ٢/ ٢٩٠.
(٥) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٩٧.
(٦) لفظ: (أي) ساقط من (أ)


الصفحة التالية
Icon