أنه في أمان منهم، فقال: ﴿فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ﴾ أي: فلا يضيقن صدرك من تأدية ما أرسلت به) (١).
وقال الفراء: (لا يضيق صدرك بالقرآن بأن يكذبوك) (٢). وقال مجاهد (٣) ومقاتل (٤): (فلا يكن في قلبك شك (٥) في القرآن أنه من الله).
وقال أبو إسحاق: (وتأويل هذا، وقوله: ﴿فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ [البقرة: ١٤٧]، وقوله: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ﴾ الآية [يونس: ٩٤] أن ما خوطب به النبي - ﷺ - فهو خطاب لأمته فكأنه بمنزلة: فلا تشكوا ولا ترتابوا) (٦).
قال ابن قتيبة: (وأصل الحرج الضيق، والشك في الشيء يضيق صدره؛ لأنه لا يعلم حقيقته فسمي الشك حرجا) (٧) وأما اشتقاق هذا الحرف فقد ذكرناه في سورة الأنعام [١٢٥].

= ذات يوم في خطبته: "إن الله أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة.. ". الحديث. ومعنى يثلغوا رأسي، أي: يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز أي: يكسر. أفاده الإِمام النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم" ١٧/ ٢٨٩.
(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٣١٥، وانظر: "معاني النحاس" ٣/ ٧ - ٨
(٢) "معاني الفراء" ١/ ٣٧٠.
(٣) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٣١، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ١١٦، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٣٨ بسند جيد.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٩.
(٥) في (أ): (شيء)، وهو تحريف.
(٦) "معاني الزجاج" ٢/ ٣١٥، ومثله في "معاني النحاس" ٢/ ٧ - ٨ والراجح أن المراد بالحرج في الآية الضيق لأن ذلك هو الغالب من معناه في كلام العرب وهو اختيار أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢١٠، والطبري في "تفسيره" ٨/ ١١٦، وابن عطية ٥/ ٤٢٣، وأبي حيان في "البحر" ٤/ ٢٦٦.
(٧) "تفسير غريب القرآن" ص ١٧٦.


الصفحة التالية
Icon