وكان الوحي قد احتبس عن رسول الله صلى الله علي وسلم نحو خمس عشرة ليلة، فقال الكفار والمنافقون: إن إلهه قد قلاه وإن الناموس الأكبر قد أبغضه، فأنزل الله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قرأ: (ما ودعك ربك) مخففا، فيكون المعنى ما تركك؛ قال الشاعر:
ليت شعري عن خليلي ما الذي | غاله في الحب حتى ودعه |
• ومعنى "وما قلى" ما أبغض. يقال: قلاه يقليه إذا أبغضه، ويقال: قلاه يقلاه، بفتح الماضي والمستقبل. وليس في كلام العرب فعل يفتح الماضي والمستقبل فيه مما ليس فيه حرف من حروف الحلق إلا قلى يقلي، وجبى يجبي،