• "وهذا البلد الأمين" نسق على ما قبله. والبلد مكة، سميت أمينًا لأن من دخلها كان آمنا قبل الإسلام. أما سمعت قوله تعالى: (أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم). فأما في الإسلام فمن أصاب حدَّا ثم أوي إلى الحرم يقام عليه الحد إن كان من أهله، وإن لم يكن من أهله لم يشار ولم يبايع وضيق عليه حتى يخرج من الحرم ثم يقام عليه الحد.
• "لقد خلقنا" اللام جواب القسم، و «قد» حرف توقع. «خلقنا» فعل ماض، والنون والألف اسم الله تعالى في موضع رفع.
•"الإنسان" مفعول به. والإنسان محمد صلى الله عليه وآله، وقيل آدم عليه السلام، وقيل جميع الناس؛ لأن الله تعالى ذكره خلق أشياء [كثيرة] من البهائم والطير وفضل الآدميين على جميع ما خلق وكرمهم، فقال: (ولقد كرمنا بني أدم). و (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم). فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم على صورته" فهذا الحديث لا يجب لأحد أن يجهل معرفته ومعناه.
واختلف أهل العلم في ذلك، فقال قوم: معناه أن الله خلق آدم على صورة المقبح؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله رأى رجلا يقبح رجلا آخر يقول قبح الله وجهه، فقال: لا تقبح وجهه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة هذا الذي تقبحه، ومن


الصفحة التالية
Icon