والذي أذهب إليه أن هذه الأسماء كلها صفات لله تبارك وتعالى، وثناء عليه وهي الأسماء الحسنى؛ كما قال الله: (ولله الأسماء الحسنة فادعوه بها)، فسُئل النبي ﷺ عنها فقال: «تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة». وقد بينتها في كتاب مفردٍ، واشتقاق كل اسم منها ومعناه. لأني قد تحريتُ في هذا الكتاب الاختصار والإيجاز ما وجدت إليه سبيلا، ليتعجل الانتفاع به ويسهل حفظه [على من أراده]. وما توفيقي إلا بالله [عليه توكلت].
ذكر فائدة في بسم الله:
أما قوله تعالى: (وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها) هذا مما حكى الله تبارك وتعالى عن نبي من أنبيائه وصفي من أصفيائه تقديمه اسم الله قبل ركوبه وأخذه في كل عمل. فمجراها ومرساها رفع بالابتداء، وبسم الله خبره، ومعناه التقديم والتأخير، والتقدير إجراؤها وإرساؤها بسم الله. فعلى هذا التمام عند مرساها. ويجوز أن يجعل بسم الله كلامًا تامًا كما قيل في نحر البدن (فاذكروا اسم الله عليها صواف)، فيكون مجراها ومرساها في موضع نصب. فأما قراءة مجاهد [التي حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء أن مجاهدًا] قرأ «باسم الله مجريها ومرسيها» فجعلها صفتين لله تعالى فموضعهما جر. قال الفراء: ويجوز أن يجعلهما في قراءة مجاهد نصبًا على الحال. يريد المجريها والمرسيها. فلما خزلت الألف واللام نصبهما على الحال