المطلب الثالث: ميم الجمع
ميم الجمع: هي الميم الزائدة الدالة على المذكر حقيقةً كقوله عز وجل: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [سورة البقرة: ٥]، أو تعظيماً كقولك "نحيطكم علما" خطابا للواحد نزلته منزلة الجماعة تعظيماً له ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾ [سورة يونس: ٨٣] والضمير في قوله: ﴿يَفْتِنَهُمْ﴾ يعود إلى فرعون، ويسمى ضمير العظماء (١).
وتقسم ميم الجمع إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يكون بعدها ساكن نحو ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ﴾ [سورة آل عمران: ١١٢]، فإن ورشاً يضمها ضماً خالصا من غير مد (٢)، ويوافقه حفص في ذلك.
الثاني: أن يكون بعدها همزة (٣)، نحو ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ [سورة البقرة: ٧٨]، فإن ورشاً يضمها ويصلها بواو ويمدها ست حركات، وهي من باب المد المنفصل، وذلك في حالة الوصل نحو
_________
(١) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص ٣٠.
(٢) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص ١٩. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج١/ ٢٧٣.
(٣) - وتوجد ميم الجمع والتي بعدها همزة قطع في خمس وسبعين سورة من سور القرآن الكريم. أولها ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة البقرة: ٦]، وآخرها ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦]. وجملة عددها سبعمائة وأربعة عشر ميماً. انظر: أبا الأيمن، أبا بكر محمد. المختصر المفيد في معرفة أصول رواية ورش. القاهرة -مصر، مكتبة عالم الفكر بمصر، الطبعة الأولى، ١٤٠٣هـ-١٩٨٣م. ص ٣٨.