الملخص
لقد حظيت القراءات القرآنية باهتمام المسلمين منذ نزول القرآن الكريم في عهده الأول، وكان هذا الاهتمام من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، واستمر تلقي المسلمين له بالقبول ولقراءاته بالتمحيص، إلى يومنا هذا، وقد تجرد عدد كبير من العلماء لخدمة كتاب الله سبحانه، وأفنوا أعمارهم بتتبع كل صغيرة وكبيرة حول هذا العلم، وسطروا كل ما جادت به عقولهم وأفكارهم في مؤلفات، حتى أصبحت مفخرة للمسلمين، ومقصدًا للدارسين من بعدهم في الدرس والتأليف، وتأتي هذه الدراسة حلقة في هذه السلسلة المباركة حول دراسة القراءات القرآنية ورواياتها.
يتناول البحث: تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته، والتعريف بالقرَّاء الذين لهم علاقة بهذا البحث ورواتهم، وهم: القارئ نافع بن أبي نعيم، وراويه ورش، من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق، والقارئ عاصم بن أبي النجود، وراويه حفص بن سليمان، من طريق أبي عبيد بن الصباح النهشلي، ثم يعرض البحث لرواية كل من: ورش عن نافع، وحفص عن عاصم، ويبين مواضع الخلاف عند كل منهما أصولاً وفرشاً، ومن ثم يجري مقارنة بين الروايتين من حيث الأصول، ويتبع ذلك بالتوجيه والتحليل للمعاني التي تترتب على هذه الاختلافات، وهو ما يعرف لدى علماء القراءات بتوجيه القراءات وبيان عللها.


الصفحة التالية
Icon