المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه
- من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الكهف -
بعد الحديث عن أصول روايتي ورش وحفص في الفصل السابق، والمقارنة بينهما بشكل جدولي مع شرح موجز لوجه الخلاف الدائر بينهما، وبينت بقدر الإمكان أبرز خصائص رواية ورش في الرسم القرآني، وأن ورشاً إنما اعتمد في رسم مصحفه على شيخه نافع بن أبي نعيم الذي لا يخالف الرسم العثماني في شيء، وبالتالي يبقى مذهب ورش في الرسم أحد أوجه الرسم العثماني المجمع عليه.
بعد ذلك أتحدث في هذا المبحث عن الخلاف بين الراويين في فرش الحروف وما ذكره علماء الرواية والدراية في علوم القراءات من توجيه لما ورد من خلاف بينهما، ولا نقصد بالتوجيه الترجيح الذي يذكره بعض النحويين أو حتى بعض المفسرين بين القراءات فلا ترجيح بين القراءات المتواترة، فكلها ثابتة صحيحة في القراءة واللغة والرسم، لكن المراد من الحديث في هذا المبحث هو إظهار ما للراويتين من مميزات ووجوه لغوية وتفسيرية صحيحة، في الأصول والفرش على السواء، كما أود عرض ما ذكره علماؤنا في هذا الفن بما يخص كلا الروايتين وأوجه الخلاف بينهما، ووجه ذلك في لغة القرآن، وسأتحدث عن فرش الحروف وتوجيهها في نصف القرآن الأول إن شاء الله تعالى، لأن المقام لا يتسع لعرض الفرش كاملا، على أن أتمم ذلك لاحقا بمشيئة الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon