فرش سورة النساء
قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَّاءلُونَ بِهِ﴾ ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ﴾ ﴿١﴾
قرأ ورش ﴿تَسَّاءلُونَ﴾ بالتشديد حيت أدغم التاء في السين لقرب مكانهما، وذلك لاجتماعهما في أنهما من حروف طرف اللسان، واجتماعهما في الهمس، وقرأ حفص ﴿تَسَاءلُونَ بِهِ﴾ بالتخفيف بحذف التاء الثانية لاجتماع التاءين، والقراءتان بمعنى واحد، وحذف التاء الثانية تخفيفاً ومثله ﴿تَذَّكَرون، وتَذَكَّرُون﴾ (١).
قوله تعالى: ﴿الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيمًا﴾ ﴿الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً﴾ ﴿٥﴾
قرأ ورش ﴿قِيمًا﴾ بغير ألف، وهو مصدر كالقيام، وقيل: مقصور منه حذفت الألف كما حذفت في خيم وأصلها خيام، وقرأ حفص ﴿قِيَاماً﴾ مع الألف. وهو مصدر قام (٢). وقال أبو علي الفارسي: "إن قِوَامًا وقيامَاً وقيمًا بمعنى القوام الذي يقيم الشأن" (٣).
قوله تعالى: ﴿وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا النِّصْفُ﴾ ﴿وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ﴾ ﴿١١﴾
قرأ ورش ﴿وَاحِدةٌ﴾ بالرفع على معنى وإن وقعت أو وجدت واحدة، على جعل ﴿كان﴾ تامة و ﴿واحدة﴾ فاعل، مثل قوله عز وجل ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾ ﴿البقرة٢٨٠﴾،
_________
(١) - محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج١/ص٣٩٨. وابن الجزري، النشر. ج٢/ص١٨٦.
(٢) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص ٢٢٦. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص٢٤٢.
(٣) - أبو علي الفارسي، الحجة في علل القراءات السبع. ج٣/ص٧. وله، الحجة للقراء السبعة. ج١/ص٦٧.