شكر وتقدير
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه مالم يكن يعلم، الحمد لله على نعمه الكثيرة، وآلائه الجزيلة، لا أحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه سبحانه، والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد أنعم الله علي بإتمام هذا العمل المتواضع بتيسيره وتوفيقه، وأسأله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، إنه أكرم الأكرمين.
وإني امتثالا لقوله - ﷺ - «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» (١). أسجل هنا شكري وعرفاني بالجميل وتقديري لوالدي الكريمين اللذين غرسا في نفسي حب العلم والإخلاص فيه، وكانا السبب في حفظي القرآن الكريم منذ نعومة أظفاري، وقد كان لتشجيعهما ووقوفهما معي دائماً الأثر البالغ في مواصلة مسيرتي العلمية، وخاصة في علم القراءات، فلا أملك في هذا المقام إلا أن أرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل وأقول: ﴿رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ [الإسراء: ٢٤] كما أسأله عز وجل أن يجزيهما عن إخوتي عامة وعني خاصة، خير الجزاء، وأن يلبسهما تيجان الوقار يوم القيامة.
ومثل هذا العمل لايتم بجهد صاحبه وحده، بل لا بد لكل مشتغل فيه من يد تسدي إليه ورأي يستفيده، ونصح يهتدي به، وكذلك كان عملي فى هذه الرسالة. ولذا فإن عليَّ شكرا لكل ذي يد أسهم فى إنجاح هذا العمل الجليل الذي يعد خدمةً لكتاب الله عز وجل، لا تجزئه الكلمات،
_________
(١) - أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ج٢/ ٢٩٥. والترمذي في السنن: كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، رقم الحديث (١٩٥٤) ج٤/ص٣٣٩. وقال الترمذي: "حديث صحيح".