• أما المعجزات فهي من الأمور الخارقة التي لا يقدر عليها الخلق البتة، لذا فهي مختصَّة بالله تعالى يظهرها على يد نبي من أنبيائه، أو يظهرها على يد وليٍّ من أوليائه تدلُّ على صدق النبي، وتكون مؤيدة له.
• وأما الأحوال النبوية، فإنها تدلُّ على صدق النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن أشهر الأمثلة في تاريخ الرسالة خبر هرقل مع أبي سفيان، فهرقل قد استدل على صدق النبي صلّى الله عليه وسلّم بالسؤال عن أحواله.
وفي الإصابة لابن حجر في ترجمة ملك عُمان، قال: «الجُلَنْدَى بضم أوله وفتح اللام وسكون النون وفتح الدال، ملك عمان ذكر وثيمة في الردة عن ابن إسحاق أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: بعث إليه عمرو بن العاص يدعوه إلى الإسلام، فقال: لقد دلني على هذا النبي الأمي: إنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يَغلِب فلا يبطر، ويُغلَب فلا يَهجُر، وأنه يفي بالعهد، وينجز الوعد، وأشهد أنه نبيٌّ، ثم أنشد أبياتاً منها:

أتاني عمرو بالتي ليس بعدها من الحق شيء والنصيح نصيح
فقلت له ما زدت أن جئت بالتي جُلندى عُمان في عمان يصيح
فيا عمرو قد أسلمت لله جهرة ينادي بها في الواد بين فصيح
وسيأتي في ترجمة جيفر بن الجلندى في هذا الحرف أنه المرسل إليه عمرو فيحتمل أن يكون الأب وابنه كانا قد أرسل إليهما».
ومن تأمل أحوال من ادَّعى النبوة من الكَذَبَةِ عرف أهمية الأحوال النبوية في الدلالة على الصدق.
• وأما الإخبار بالغيب، فهو كثير في سُنَّته صلّى الله عليه وسلّم، وقد كتب العلماء في ذلك في كتبهم في الصحاح والسنن والمسانيد، ولبعضهم مؤلفات خاصة؛ ككتب (الفتن والملاحم)، وكتبوا ـ كذلك ـ في كتب (دلائل النبوة) وفي غيرها مما يتعلق بسيرته الشريفة؛ كتبوا كثيراً من أخبار الغيب


الصفحة التالية
Icon