المقصود بتعبير «الإعجاز العلمي في القرآن الكريم»، ويُقصد به:

سبق هذا الكتاب العزيز بالإشارة إلى عدد من حقائق الكون وظواهره التي لم يتمكن العلم الكسبي من الوصول إلى فهم شيء منها إلا بعد قرون متطاولة من تنَزُّل القرآن الكريم وفي إثبات ذلك تأكيد أن القرآن الكريم هو كلام هذا الإله الخالق، وتصديق للنبي والرسول الخاتم صلّى الله عليه وسلّم في نبوته ورسالته، وفي تبليغه عن ربه» (١).
وعرَّفه غيره (٢) فقال: «هو إخبار القرآن الكريم أو السُّنَّة بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلّى الله عليه وسلّم. وهذا مما يُظهر صدق الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم فيما أخبر عن ربه سبحانه» (٣).
وهذان التعريفان من متخصِّصَين في مجال الإعجاز العلمي قد عاشا معه ردحاً من الزمن، وهما ـ عند كثيرين ـ حجةٌ في هذا الباب، فحرصت على نقل قوليهما لئلا يُعترضَ بأن غيرهما غير معروف في هذا الباب.
وهذا التعريف عليه مآخذ أُجملها فيما يأتي:
١ - أنه لا تظهر علاقة تعريف الإعجاز العلمي ـ الذي هو عندهم نوع من أنواع إعجاز القرآن الكريم ـ بتعريف المعجزة كما نقلوه عن العلماء السابقين نقل تقريرٍ وقَبول.
فيمكن لسائل أن يسأل الأسئلة الآتية:
_________
(١) من آيات الإعجاز العلمي/السماء في القرآن الكريم، للأستاذ الدكتور زغلول النجار (ص: ٦٧).
(٢) هو الشيخ عبد المجيد الزنداني.
(٣) ينظر على سبيل المثال: تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسُّنَّة، الصادر عن هيئة الإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي (ص: ١٤).


الصفحة التالية
Icon