مصطلحات الكتاب والسُّنّة، لكن قدَّر الله لها الشيوع والذيوع.
لو وازنْتَ بين مصطلح القرآن والسُّنّة (الآية)، وهذا المصطلح الحادث (المعجزة) = لبان لك أن مصطلح القرآن والسُّنّة لا يحتاج إلى تلك الشروط التي عَرَّف بها هؤلاء مصطلح المعجزة؛ لأن الآية هي العلامة الدالة على صدق النبي، وهي مستلزمة لذلك إذا نطق بها، وعلى هذا جميع آيات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
أما مصطلح المعجزة، فاحتاج من يقول بها إلى تقييدات لها سمَّوها (شروط المعجزة)، وقد بُنيت هذه الشروط شيئاً فشيئاً حتى تكاملت إلى سبعة شروط عند المتأخرين (١)، وما دعاهم لذلك إلا الحرص على عدم انخرام التعريف الذي اختاروه لآيات الأنبياء وسمَّوه بالمعجزات.
_________
= ثم إني نظرت في أقوالهم، فوجدت قول النَّظَّام بالصرفة هو أنسب وأليق بقول المعتزلة في (خلق القرآن)؛ لأن الإعجاز علي قوله سيكون خارجًا عن القرآن (المخلوق عن رأية).
(١) قال الإيجي: (البحث الأول في شرائطها، وهي سبع:
الأول: أن يكون فعل الله أو ما يقوم مقامه...
الثاني: أن يكون خارقاً للعادة إذ لا إعجاز دونه...
الثالث: أن يتعذر معارضته، فإن ذلك حقيقة الإعجاز.
الرابع: أن يكون ظاهراً على يد مدعي النبوة ليعلم أنه تصديق له...
الخامس: أن يكون موافقاً للدعوى...
السادس: ألا يكون ما ادعاه وأظهره مكذباً له...
السابع: أن لا يكون متقدماً على الدعوى بل مقارناً، لها لأن التصديق قبل الدعوى لا يعقل...) المواقف للإيجي، تحقيق عبد الرحمن عميرة (٣: ٣٣٨ - ٣٣٩).
وبعض المتقدمين كان يكتفي بثلاثة منها، كما ذكر القرطبي: (فأما حقيقتها: فهو أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة). الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام، للقرطبي المفسر، تحقيق أحمد حجازي السقا (ص: ٢٣٩).


الصفحة التالية
Icon