هَوَى ابْنِي مِنْ ذَرَى شَرَفٍ | فَزَلَّتْ رِجْلُهُ وَيَدُهُ |
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والتحرير أن العربَ تقولُ: هَوِيَ، وأهواه غيره، واستهواه، بمعنى: طلب منه أن يهويَ هو، أو طلبَ منه أن يُهوِي شيئاً.
ويُستعمل الهُوِيُ أيضاً في ركوبِ الرأسِ في النُّزوعِ إلى الشيءِ، ومنه قوله تبارك وتعالى: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: ٣٧]، ومن قول شاعرِ الجنِّ (٣):
تَهْوِي إلَى مَكَّةَ تَبْغِي الهُدَى | مَا مُؤْمِنُ الجِنِّ كَأنْجَاسِهَا |
٣ - وفي قوله: ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوَى﴾ [المعارج: ١٦]، قال: «والشَّوى: جِلدُ
_________
(١) الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو علي الفارسي، العلامة النحوي، أخذ عن الزجاج، وتتلمذ عليه خلق؛ منهم تلميذه الشهير ابن جني، له مصنفات، منها: الحجة في القراءات، والأغفال على ما أغفله الزجاج في معانيه، توفي سنة (٣٧٧). ينظر: إنباه الرواة (١: ٣٠٨ - ٣١٠)، والبلغة في تراجم أئمة اللغة (ص: ٨٠ - ٨١).
(٢) ينظر هذا النقل في الحجة للقراء السبعة، لأبي علي الفارسي، تحقيق: بدر قهوجي وبشير حويجاتي (٣: ٣٢٥).
(٣) البيت في سيرة ابن هشام، تحقيق: مصطفى السقا وآخرون (١: ٢٢١)، قال: وأنشدني بعض أهل العلم، ثمَّ ساق هذا البيت وبيتاً قبله.
(٤) المحرر الوجيز، ط: قطر (٥: ٢٤٢)، وقد قال بعد ذلك: «وقوله: ﴿فِي الأَرْضِ﴾ يحكم بأن ﴿اسْتَهْوَتْهُ﴾ إنما هو بمعنى استدعت هُويَّه الذي هو الجِدُّ في النُّزوعِ». (٥: ٢٤٣).