يَرْتَدْنَ سَاهِرَةً كَأَنَّ عَمِيمَهَا وَجَمِيمَهَا أَسْدَافُ لَيلٍ مُظْلِمِ
ثمَّ صارت الساهرةُ اسماً لكلِّ أرضٍ. قال جلَّ جلالُهُ: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾ [النازعات: ١٣، ١٤]» (١).
٣ - عن سعيدٍ بنِ جبيرٍ (ت: ٩٤) في قوله تعالى: ﴿وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: ٣٦]، قال: «القانعُ: السائلُ الذي يسألُ، ثمَّ أنشدَ قولَ الشاعرِ (٢):
لَمَالُ المَرْءِ يُصلِحُهُ فَيَبقَى مُعَاقِرَهُ، أَعَفُّ من القُنُوعِ» (٣)
وقد ورد هذا المعنى في اللُّغة، قال ابن فارسٍ (ت: ٣٩٥): «القافُ والنونُ والعينُ: أصلانِ صحيحانِ، أحدهما يدلُّ على الإقبالِ على الشيءِ، ثمَّ تختلفُ معانيه مع اتفاقِ القياسِ، والآخرُ يدلُّ على استدارةٍ في الشيءِ.
فالأولُ: الإقناعُ: الإقبالُ بالوجهِ على الشيءِ... ومن البابِ قَنَعَ الرجلُ يَقْنَعُ قُنُوعاً، إذا سألَ، قالَ اللهُ سبحانَهُ: ﴿وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: ٣٦] فالقانعُ: السائلُ، وسُمِّيَ قانعاً؛ لإقباله على من يسأله، قال:
لمالُ المَرءِ يُصلِحُهُ فَيُغني مَفَاقِرَهُ، أَعَفُّ من القُنُوعِ» (٤)
_________
= (ص: ١١١)، وجاء في شرح البيت في ديوان الهذليين (ص: ١١٢) ما يأتي: «والجميم: النبت الذي قد نبت وارتفع قليلاً ولم يتمَّ كلَّ التمام، صار مثل الجُمَّةِ. والعميم: المُكْتَهِلُ التَّامُّ من النبت».
(١) مقاييس اللغة (٣: ١٠٨ - ١٠٩).
(٢) البيت للشماخ، وهو في ديوانه، تحقيق: صلاح الدين الهادي (ص: ٢٢١). وقد بيَّن محقق الديوان اختلاف روايات هذا البيت وشرحه (ص: ٢٢١ - ٢٢٢).
(٣) ينظر: الدر المنثور (٦: ٥٥)، وقد ذكر مخرجيه، وهم: ابن أبي شيبة (الكتاب المصنف: ٨: ٥١٦، ١٠: ٤٧٥) وعبد بن حميد.
(٤) مقاييس اللغة (٥: ٣٣). وينظر مادة (قنع) في لسان العرب وتاج العروس.


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon