كذا ورد عن ابن عباس رضي الله عنه، وقد نقلَ عنه أهلُ اللُّغةِ هذا المعنى، قالَ الزَّبِيدي (ت: ١٢٠٥) (١): «سَمَدَ سُمُوداً: غَنَّى. قالَ ثعلبٌ (٢): وهي قليلةٌ، وقوله عزّ وجل: ﴿وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ﴾ [النجم: ٦١] فُسِّرَ بالغناءِ، ورُوِيَ عن ابن عبَّاسٍ أنه قال: السُّمودُ: الغناء بلغةِ حِمْيَرَ (٣).
وزاد في الأساس (٤)؛ لأن المُغَنِّيَ يرفعُ رأسَه ويَنْصِبُ صدرَه، ويقال للقينة: اسمُدينا؛ أي: ألهينا بالغناءِ» (٥).
وقال ابنُ دُرَيْدٍ (ت: ٣٢١) (٦): «والسامدُ: اللاهي، سَمَدَ يَسْمَدُ سُمُوداً، لغةٌ يمانيةٌ، يقولون للقينة: اسْمدينا؛ أي: ألهينا.
_________
= وورد عن عكرمة أنها بلغة حِمْيَر، وهم من اليمن، ينظر: تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٧: ٨٢، ٨٣).
(١) محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسني، أبو الفيض، السيد المرتضى، الزَّبيدي، المصري، اللغوي، صاحب تاج العروس من جواهر القاموس. توفي سنة (١٢٠٥). ينظر: عجائب الآثار، للجبرتي (٢: ١٠٣ - ١١٤)، والأعلام، للزركلي (٧: ٢٩٧ - ٢٩٨).
والزَّبيدي: نسبة إلى زَبيد، وهو وادٍ بقرية الحُصَيب، غلب اسمه عليها، وهو علم مرتجل لهذا الموضع. ينظر: معجم البلدان (٣: ١٣١).
(٢) أحمد بن يحيى، أبو العباس، النحوي، اللغوي، الكوفي.
(٣) حمير: قوم من عرب جنوب الجزيرة العربية، وعاصمتهم ظفار، ولحنُهم يختلفُ عن لحنِ غيرهم من العربِ، ومن ذلك القصة المشهورة في دخول عربي من شمال الجزيرة على ملكهم، وكان في مكان عالٍ، فقال له: ثِبْ، فوثب العربي، فتكسَّر، فسأل الملك عنه، فأُخبِر بلغة العرب، فقال: ليس عندنا عربيَّت، من دخل ظفار حمَّرَ. ينظر: القاموس المحيط، مادة (حمر)، والساميون ولغاتهم (ص: ١١٢، ١١٥).
(٤) ينظر: أساس البلاغة، للزمخشري، مادة (سمد).
(٥) تاج العروس، مادة (سمد).
(٦) محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر الأزدي، من أزد عُمَان. توفي سنة (٣٢١). ينظر: مراتب النحويين (ص: ١٣٥ - ١٣٦)، وطبقات النحويين واللغويين (ص: ١٨٣ - ١٨٤).