وقوله: "تراضيهم" عطف على ما قبل، وقوله "كلم": مبتدأ خبره فعل مقدر مع فاعله، وقوله "هم على آثارهم" مفعول لذلك الفعل المقدر، والتقدير: وكلهم حذف ألف: "هم على آثارهم".
ثم قال:

كذا تعالى عاقدت والخلف لدى أريت وأريتم عرف
أخبر عن شيوخ النقل كلهم حسبما اقتضاه التشبيه بحذف ألف "تعالى" يعني الأولى، وألف: "عاقدت"، وبالخلاف بين المصاحف في حذف ألف: "أرأيت"، وأرأيتم".
أما "تعالى" ففي "الأنعام": ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُون﴾ ١.
وفي "النحل": ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾ ٢، وهو متعدد ولا يخفى أنه لا يندرج فيه: "تعالوا"، ولا "تعالين"، وألفهما ثابتة.
وأما "عاقدت" ففي "النساء": ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ ٣، وقد قرأه الكوفيون بحذف الألف.
وأما "أرأيت" ففي "الأنعام": ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ﴾ ٤، في موضعين.
وفي "الإسراء": ﴿أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ﴾ ٥، ٦.
وفي "العلق": ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى، عَبْدًا إِذَا صَلَّى، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ﴾ ٧.
وفي "مريم": ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا﴾ ٨، وهو متعدد، ومنوع، كما مثل، واندرج في: "أرأيت"، "آرأيتك"، و"أرأيتكم"، و"أفرأيت"، لما تقدم في اصطلاحه.
وأما "أرأيتم" ففي "الأنعام": ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ﴾ ٩.
وفي "النجم": ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ ١٠، وهو متعدد ومنوع كما مثل واندرج في: "أرأيتم"، "أفرأيتم"، كما ذكرنا، وإنما ذكر الناظم: "أرأيتم" مع "أرأيت" لمخالفته له
١ سورة الأنعام: ٦/ ١٠٠.
٢ سورة النحل: ١٦/ ١.
٣ سورة النساء: ٤/ ٣٣.
٤ سورة الأنعام: "٦/ ٤٠.
٥ سورة الإسراء: ١٧/ ٦٢.
٦ عند الشارح أن الآية في سورة طه، وهو خطأ.
٧ سورة العلق: ٩٦/ ٩.
٨ سورة مريم: ١٩/ ٧٧.
٩ سورة الأنعام: ٦/ ٤٦.
١٠ سورة النجم: ٥٣/ ١٩.


الصفحة التالية
Icon