وفي "هود": ﴿لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ ١.
وفي "غافر": ﴿مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ﴾ ٢.
وأما: "عاصم"، فظاهر كلام الناظم أن ألفه محذوفة من غير خلاف لأبي داود مطلقا، وليس كذلك إذ قد قال في "التنزيل" في سورة "يونس": "عاصم" رسمه الغازي بن قيس في كتابه بغير ألف، ولم أروه عن غيره ولا أمنع من الألف وهو اختياري.
وبإثبات ألف: "عاصم"، في "يونس"، وحذفها في "هود"، و"غافر" جرى عملنا وقول الناظم، و"في: تشاقون"، فيه الجمع بين ساكنين كما تقدم في تحاجوني.
ثم قال:
ويتوارى وكذا أواه... بضاعة وصاحبي حرفاه
أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "يتوارى"، و"أواه" و"بضاعة"، و"صاحبي"، حرفاه في: الكلمتين من هذا اللفظ.
أما "يتوارى" ففي "النحل": ﴿يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ﴾ ٣، لا غير.
وأما: "أواه" ففي "التوبة": ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيم﴾ ٤.
وفي "هود": ﴿لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ ٥.
وأما "بضاعة" ففي "يوسف": ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ ٦، ﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ﴾ ٧، ﴿وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِم﴾ ٨، ﴿هَذِهِ بِضَاعَتُنَا﴾ ٩.
﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ ١٠.
وأما كلمتا: "صاحبي"، ففي "يوسف": ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءآرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ﴾ ١٠.
﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا﴾ ١٢.
والعمل عندنا على الحذف في الألفاظ الأربعة حيث وقعت، وقوله: و"يتوارى"، عطف على ما قبله، والضمير في قوله: حرفاه عائد على لفظ: "صاحبي".
٢ سورة غافر: ٤٠/ ٣٣.
٣ سورة النحل: ١٦/ ٥٩.
٤ سورة التوبة: ٩/ ١١٤.
٥ سورة هود: ١١/ ٧٥.
٦ سورة يوسف: ١٢/ ١٩.
٧ سورة يوسف: ١٢/ ٦٢.
٨ سورة يوسف: ١٢/ ٦٥.
٩ سورة يوسف: ١٢/ ٦٥.
١٠ سورة يوسف: ١٢/ ٨٨.
١١ سورة يوسف: ١٢/ ٣٩.
١٢ سورة يوسف: ١٢/ ٤١.