فصارت الألف كأنها هي الياء، فثبتت في الحالين ففي إطلاق الناظم الزيادة عليها تسامح تقدم نظيره في ألف: "لكنا"، و: "ابن" و: "أنا" كما أن في إطلاقه الزيادة على الألف: "لنسفعا" و: "ليكونا" و: "إذا" المتقدمة تسامحا أيضا إذ ليست زائدة حقيقة لثبوتها وقفا، وكأن وجه التسامح في ذلك أنه اعتمد على ما يأتي له في فن الضبط حيث تكلم فيه على الألفات الزائدة حقيقة، وحكم بجعل الدارة عليها، وسكت عن هذه الكلمات السبع، فسكوته عنها يدل على أن الألف فيها ليست زائدة حقيقة، ولهذا لا تجعل عليها الدارة كما سنذكره في الضبط.
وأما "كأين" فقد كتب تنوينها نونا كما قال الناظم، وقد وقعت في سبعة مواضع في "آل عمران": ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ﴾ ١، وفي "يوسف"٢، وفي "الحج"٣ ٤ في موضعين وفي "العنكبوت"٥، و"القتال"٦، و"الطلاق"٧، وأصلها: "أي" المنونة وكتب مع كاف التشبيه ولا يخفى أن: "كأين" ليست مما يندرج في الترجمة إذ لم يزد فيها حرف من حروف العلة المترجم لزيادتها، فذكر الناظم لها هنا تبرع.
ثم قال:
وزيد بعد فعل جمع كاعدلوا | واسعوا وواو كاشفوا ومرسلوا |
٢ سورة يوسف: ١٢/ ١٠٥.
٣ سورة الحج: ٢٢/ ٤٥.
٤ سورة الحج: ٢٢/ ٤٨.
٥ سورة العنكبوت: ٢٩/ ٦٠.
٦ سورة القتال: ٤٧/ ١٣.
٧ سورة الطلاق: ٦٥/ ٨.
٨ سورة الأنعام: ٦/ ٩٣.
٩ سورة السجدة: ٣٢/ ١٢.
١٠ سورة يونس: ١٠/ ٩٠.
١١ سورة الأنفال: ٨/ ٧٥.
١٢ سورة يوسف: ١٢/ ٨٦.