كسرة وهي معنى قوله: "حسبما يقرأ" أي تحريكا مثل تحريك يقرأ به، وقوله: "ولا يشد" لفظه لفظ الخبر، ومعناه النهي أي حرك الحرف الذي من بعده، ولا تشدد أي لا تجعل عليه علامة التشديد إذ لا موجب لها، و"أو" في قوله: "أو ما يظهر" بمعنى الواو، وقوله: "حسبما" بفتح السين، وقوله: "يقرأ" بإسكان الهمزة للوزن، ثم قال:
وعر ما بصوته أدغمته... وكل حرف بعده شددته
لما فرغ من حكم الحرف المظهر وما بعده، شرع في حكم الحرف المدغم، وما بعده، وقسم المدغم إلى قسمين: قسم أدغم بصوته أي مع صفته ويسمى إدغامه تاما وكاملا وخالصا، وقسم أدغم مع إبقاء صوته أي صفته، ويسمى إدغامه ناقصا، وسيتكلم على القسم الثاني إثر هذا البيت، وتكلم هنا على القسم الأول، فذكر أن حكمه تعرية الحرف المدغم يشدد أي توضع عليه علامة التشديد تنبيها على أنه أدغم فيه ما قبله، وصارا معا كحرف واحد مشدد يرتفع اللسان ارتفاعه واحدة، ولا فرق في هذا الحكم بين أن يكون الحرفان متماثلين نحو: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ﴾ ١، أو غير متماثلين نحو: ﴿بَلْ رَانَ﴾ ٢ ولا بين أن يكون الإدغام عليه نحو: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ ٣، ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ﴾ ٤، و ﴿قَالَتْ طَائِفَةٌ﴾ ٥، و ﴿اضْرِبْ بِعَصَاكَ﴾ ٦، أو مختلف فيه وقرأ به نافع من غير خلاف عنه نحو: ﴿أَخَذَتِ﴾ ٧ أو رواه ورش فقط نحو: ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا﴾ ٨، أو قالون فقط نحو: ﴿وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ ٩، فحكم المختلف فيه عند من يدغمه تعرية الأول تشديد الثاني كالمتفق عليه، والباء في قول الناظم: "بصوته" بمعنى "مع" وفي بعض النسخ، "وعر ما أدغمته وصوته"، وهو أصرح في المعنى المقصود، وقوله "شددته" لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر أي كل حرف بعده شدده، ويجوز في "كل" النصب والرفع، ثم قال:
ثم الذي أدغمت مع إبقاء... صوت كطاء عند حرف التآء
صور سكون الطاء إن أردتا... وشددن بعده حرف التا
أو عر شئت كلا الحرفين... والأول اختير من الوجهين

١ سورة الأعراف: ٧/ ٢٠٥.
٢ سورة المطففين: ٨٣/ ١٤.
٣ سورة الرحمن: ٥٥/ ١.
٤ سورة الإسراء: ١٧/ ٨.
٥ سورة الأحزاب: ٣٣/ ١٣.
٦ سورة الشعراء: ٢٦/ ٦٣.
٧ سورة فاطر: ٣٥/ ٢٦.
٨ سورة الروم: ٣٠/ ٥٨.
٩ سورة البقرة: ٢/ ٢٨٤.


الصفحة التالية
Icon