وفاق الأصل، وإنما لم يصرح بنقطة التسهيل؛ لأنه اكتفى بما تقدم في قوله: "ونقط ما سهل بالحمراء"، ويحتمل أن الناظم يرى الاكتفاء بإلحاق الواو، والياء عن نقطة التسهيل، ويكون ما ألحق عوضا عن النقطة، وإلى هذا الوجه الثاني أشار بقوله: "وإن تشأ" إلخ، وهو وجه مرجوح عن النقاط، والوجه الأول هو الراجح عندهم وبه جرى العمل، وقوله: "واوًا" على حذف النعت أي حمراء يدل عليه "حمراء" الذي بعده.
و"الياء" منصوب بالعطف على "واوا"، و"حمرا" حال من "الياء"، و"في الباقي" متعلق بـ"اجعل" و"من المختلف" حال من "الباقي"، و"الباقي من مختلف" هو باب ﴿أَإِلَهٌ﴾ ١ كما أشرنا إليه؛ لأن الهمزتين في هذا الفصل منحصرتان في قسمين مفتوحة، فمضمومة وهو ما أشار إليه: "بنحو قوله أءنزل"، ومفتوحة فمكسورة، وهو الذي عبر عنه بالباقي، ثم قال:
.............. وءالهتنا في الزخرف
وقوله ءامنتم مستفهما... الحكم فيهن كما تقدما
لكن بعد ألف ألحقتا... حمراء مثل هذه إن أنتا
جعلت هذه هي الملينة... وإن جعلتها هي السكنة
فالألف الحمراء قبل ألحقن... وانقط عليها أو بنقط عوضن
ذكر هنا حكم ما اجتمع فيه ثلاث همزات، ولم يرسم إلا بصورة واحدة وهو ﴿أَآلِهَتُنَا﴾ ٢ في "الزخرف"، و ﴿أَأَمِنْتُمْ﴾ ٣ المستفهم به، أما ﴿أَآلِهَتُنَا﴾ ٤ في "الزخرف" فهو: ﴿وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ ٥، وقيده بالزخرف احترازا مما في غيرها كقوله تعالى: ﴿أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا﴾ ٦، وأما ﴿أَأَمِنْتُمْ﴾ ٧ المستفهم به أي الذي في أوله همزة استفهام ففي ثلاثة مواضع: موضع في "الأعراف"، وموضع في "طه" وموضع في "الشعراء"، وقيده بالاستفهام احترازا من غير هذه المواضع الثلاثة نحو قوله تعالى: ﴿إِذَا مَا َقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ﴾ ٨، وضمير فيهن من "قوله الحكم فيهن كما تقدم" يعود على
٢ سورة هود: ١٠/ ٥٣.
٣ سورة طه: ٢٠/ ٧١.
٤ سورة هود: ١١/ ٥٣.
٥ سورة الزخرف: ٤٣/ ٥٨.
٦ سورة الصافات: ٣٧/ ٣٦.
٧ سورة طه: ٢٠/ ٧١.
٨ سورة يونس: ١٠/ ٥١.