في ﴿رِدْءًا﴾ ١، ولام التعريف نحو: ﴿عَادًا الْأُولَى﴾ ٢، و ﴿الْأَرْضَ﴾ ٣، و ﴿الْآزِفَةِ﴾ ٤، فلا توضع الجرة أصلا كما ذكره بعض علماء الفن، وبه جرى العمل.
تنبيهان:
الأول: تكلم الناظم على محل جرة النقل، وسكت عن شكل الهمزة أين يوضع، والذي عندهم وبه جرى العمل أن يوضع على الساكن الذي نقل إليه، فيصير محركا بحركة الهمزة كما قدمناه في باب الهمز، وهذا إذا كان الساكن المنقول إليه غير تنوين، وأما إذا كان تنوينًا نحو: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعَامٌ﴾ ٥، ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا، إِنَّ الْأِنْسَانَ﴾ ٦، ﴿رَافِعَةٌ، إِذَا رُجَّتِ﴾ ٧، ﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ﴾ ٨، فلا يوضع الشكل المنقول من الهمز أصلا؛ لأن التنوين لما ذهب من الخط صحبته حركة النقل التي حرك بها، فاكتفى عن الجميع بوضع حركة مجانسة لحركة الحرف الذي قبله كما اكتفى بوضعهما في حال سكونه لذهابه مع سكونه من الخط، ومما يقرب من ذلك: ﴿الم، أَحَسِبَ النَّاسُ﴾ ٩، فإن أكثر المتأخرين على أن الميم الساكنة التي هي الميم الثانية، هي المحذوفة من الخط، ولما حذفت منه صحبتها حركة النقل، ولهذا لا توضع على الميم المرسومة حركة النقل على ما جرى به العمل، وإنما توضع كسرتها تحتها.
الثاني: تشبيبهم جرة النقل بصلة ألف الوصل يقتضي اتصالها بالألف كما في ألف الوصل، وهو الجاري على القول باتصال الهمزة بصورتها الذي اختاره الداني، وقد قدمناه في باب الهمزة، واختار جماعة من المتأخرين فصل جرة النقل عن الألف ليحصل الفرق بينها، وبين صلة ألف الوصل، وهذا الاختيار جار على القول بفصل الهمزة عن صورتها الذي قدمناه عن الداني في باب الهمز أيضا، وقول الناظم: "أو وسطا" صريح في الاتصال؛ لأنه لا يقال في الوسط إلا لما كان متصلا بصورته، والعمل عندنا على الاتصال، وما احتج به من اختار الانفصال من طلب الفرق بين جرة النقل، وصلة الوصل مستغنى عنه؛ لأن الفرق بينهما حاصل بوجود نقطة الابتداء في ألف الوصل، وانعدامها في النقل.

١ سورة القصص: ٢٨/ ٣٤.
٢ سورة النجم: ٥٣/ ٥٠.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢٩.
٤ سورة النجم: ٥٣/ ٥٧.
٥ سورة البلد: ٩٠/ ١٣.
٦ سورة العاديات: ١٠٠/ ٤، ٥.
٧ سورة الواقعة: ٥٦/ ٣، ٤.
٨ سورة المرسلات: ٧٧/ ١٢.
٩ سورة العنكبوت: ٢٩/ ١.


الصفحة التالية
Icon