ثابت١، وإلى عبد الله بن عمرو بن العاص٢، وإلى عبد الله بن الزبير٣، وإلى عبد الله بن عباس٤، وإلى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام٥، فقال: انسخوا هذه الصحف في مصحف واحد، وقال للنفر القرشيين: إن اختلفتم أنتم وزيد بنثابت فاكتبوه على لسان قريش، فإنما نزل "يعني معظمه" بلسان قريش، قال زيد: فجعلنا نختلف في الشيء، ثم نجمع أمرنا على رأي واحد، فاختلفوا في التابوت، فقال زيد: التابوت، وقال النفر القرشيون: التابوت، قال: فأبيت أن أرجع إليهم، وأبوا أن يرجعوا إلي، حتى رفعنا ذلك إلى عثمان -رضي الله عنه- فقال عثمان: اكتبوه: التابوت، فإنما أنزل القرآن على لسن قريش، قال زيد: فذكرت آية سمعتها من رسول الله ﷺ لم أجدها عند أحد، حتى وجدتها عند رجل من الأنصار هو خزيمة بن ثابت: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ ٦.
قال أبو شهاب قال أنس: فرد عثمان الصحف إلى حفصة، وألغى ما سوى ذلك من المصاحف "انتهى".
٢ عبد الله بن عمرو بن العاص: أبو عبد الرحمن، وأبو محمد القرشي أحد المهاجرين قبل الفتح كتب عن النبي ﷺ كثيرا توفي بمصر ٥٦هـ ترجمته في أسد الغابة: ٣/ ٣٤٨، والإصابة: ١/ ٣٤٣، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٤١، والشذرات: ١/ ٧٣، وطبقات ابن سعد: ٤/ ٨-٢، وطبقات الشيرازي: ٥٠، وطبقات ابن الجزري: ١/ ٤٣٩.
٣ عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة شهد فتح أفريقيا في خلافة عثمان، وبويع بالخلافة سنة ٦٤هـ، وكان بينه وبين الحجاج بن يوسف الثقفي حروب انتهت بمقتل عبد الله بن الزبير سنة ٧٣هـ بمكة روي له في كتب الحديث ٣٣حديثا، انتدب لكتابة المصحف الشريف إلى جانب زيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن الحارث، ترجمته: في نزهة المتقين: ٢/ ١٣١٧.
٤ عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا له أن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل، توفي سنة ٦٨هـ، ترجمته: في أسد الغابة: ٣/ ٢٩٠، والإصابة: ١/ ٣٢٢، وتاريخ بغداد للخطيب: ١/ ١٧٣، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٤٠.
٥ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فهو من خيرة الصحابة، وثقات الحفاظ الذين كتبوا المصاحف في عهد عثمان ت/ ٩٣هـ الزرقاني، مناهل العرفان: ٢٥٠/ ١.
٦ سورة التوبة: ٩/ ١٢٨-١٢٩.