ظهرت محاولة النحاة في إيجاد قراءة سليمة، وملزمة للقرآن الكريم في العصر الأموي "٤٠-١٣٢هـ" إلا أنها تلقت معارضة شديدة، وأغلب الظن أن أبا عمرو بن العلاء كان أعظم من مثل هذا الاتجاه في الكتابة والتأليف.
العصر الأموي ٤٠-١٣٢هـ:
قد كاد أن يقع الإجماع على أنه لم يدون في العصر الأموي من العلوم على وجه الصحة، إلا النحو في رسائل صغيرة، والحديث في الكتاب الذي أمر به الخليفة الخامس من الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز١ تـ/ ١٠١هـ/ ٧١٩م، والتابعين من كتب التفسير وعلوم القرآن، فليس إلا مجموع روايات منقولة عنهم، صحيحة أو ضعيفة جمعت، ودونت من طرف بعض علماء العصر العباسي "١٣٢-٦٥٦هـ"، وسمي هؤلاء باسم الصحابة، والتابعين الذين نقلت عنهم هذه الروايات من ذلك تفسير ابن عباس رضي الله عنهما٢، وقد طبع بمصر قديما، وروي عنه بطرق ضعيفة، وليس معنى ذلك أنه لم يدون في عصر بني أمية أي كتاب أو لم يكن هناك علماء، وأئمة في العلوم الدينية بإمكانهم التأليف في الكتب الجامعة، ولكنهم كانوا يحجمون عن التأليف؛ لأنه لم يؤثر أمر صريح صحيح بتدوين كتب الدين سواء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو صحابته رضوان الله عليهم، باستثناء القرآن الكريم، وكان بعضهم يظن أن التأليف بدعة في الإسلام ففضلوا الرواية، والحفظ خوفا أن يفسروا كتبا، ومؤلفات لا يعلمون مدى مبلغ صحتها وعدم صحتها.
ومن علماء العصر الأموي في القراءات القرآنية:
١- المقرئ الفقيه عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي الدمشقي٣.
تـ/ ١١٨هـ/ ٧٣٦م، وقد عد في الجيل الأول من التابعين، وهو أسن علماء القراءات السبع الصحيحة عمرا، وتولى القضاء في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
٢ ترجمته في أسد الغابة: ٣/ ٣٤٠، والإصابة: ١/ ٣٣٨، وتاريخ بغداد: ١/ ١٧٣، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٤٠، والشذرات: ١/ ٧٥، وطبقات الشيرازي: ٤٨، والعبر: ١/ ٧٦، النجوم الزاهرة: ١/ ١٨٢، وطبقات القراء: ١/ ٤١.
٣ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٢/ ١٢٢، والفهرسة، ٢٩، والتيسير للداني: ٥/ ٢٧٤، ومعجم حفاظ القرآن: ١/ ٣٦٥.