وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ | إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ |
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ | أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ |
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا | تَضِلُّ المدارى في مُثَنًّى وَمُرسَلِ |
قال الوزير ضياء الدين بن الأثير (ت٦٣٧هـ) في المثل السائر: «فلفظة مستشزرات مما يقبح استعمالها؛ لأنها تثقل على اللسان ويشق النطق بها ـ ثم قال ـ: ولقد رآني بعض الناس وأنا أعيب على امرئ القيس هذه اللفظة فأكبر ذلك لوقوفه مع شبهة التقليد في أن امرأ القيس أشعر الشعراء، فعجبت من ارتباطه بمثل هذه الشبهة الضعيفة وقلت له: لا يمنع إحسان امرئ القيس من استقباح ما له من القبح بل مثال ذلك كمثال غزال المسك فإنه يخرج منه المسك والبعر ولا يمنع طيب ما يخرج من مسكه من خبث ما يخرج من بعره، ولا تكون لذاذة ذلك الطيب حامية للخبيث من الاستكراه، قال: فأُسكت الرجل عند ذلك» (٣).
_________
(١) خزانة الأدب، للبغدادي ١/ ١٣١.
(٢) صبح الأعشى، للقلقشندي ٢/ ٢٥٥.
(٣) المثل السائر، لابن الأثير ١/ ١٩٢.