ثانيًا: كتبُ إعرابِ القرآنِ
برزَت بداياتُ علمِ الإعرابِ (النَّحو) في عهدِ التَّابعينَ، وكان ذلك على يد أبي الأسودِ الدؤليِّ (ت: ٩٦)، واستمرَّ هذا العلمُ في التَّقدم، حتَّى كتبَ فيه إمامُ علم النَّحوِ: سيبويه (ت: ١٨٠) كتابه «الكتاب»، وكان ذلك في عهد أتباعِ التَّابعينَ، ومؤلَّفُه هذا مليءٌ بالشَّواهدِ القرآنيَّةِ المُعرَبَةِ.
وقد كانَ علمُ إعرابِ القرآنِ يدخلُ في تآليفِ معاني القرآنِ، كما هو ظاهرٌ من كتابِ الفرَّاء (ت: ٢٠٧)، والأخفشِ (ت: ٢١٥)، والزَّجَّاجِ (ت: ٣١١).
وقد نصَّ الفرَّاء (ت: ٢٠٧) على أنَّ كتابَه في علم المعاني والإعرابِ، فقال: (تفسيرُ مشكل إعرابِ القرآنِ ومعانيه» (١).
كما نصَّ على ذلك الزَّجاجُ (ت: ٣١١)، فقال: «هذا كتابٌ مختصرٌ في إعرابِ القرآنِ ومعانيه» (٢).
_________
(١) معاني القرآن، للفراء (١: ١).
(٢) معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (١: ٣٩).