وكان من أثرِ ذلك أيضًا أن كَثُرَتِ الشَّواهدُ النَّحويَّةُ، وقَلَّتِ الشَّواهدُ اللُّغويَّةُ في كتبِ معاني القرآنِ.
* وفاقهم النَّحاسُ (ت: ٣٣٨) في ذكر روايات السَّلفِ التَّفسيريَّةِ (١)، وقد كان من منهجِه نَقْلُ المرويِّ عن السَّلفِ.
قال النَّحَّاسُ (ت: ٣٣٨): «فقصدتُ في هذا الكتابِ تفسيرَ المعاني، والغريب، وأحكام القرآنِ، والنَّاسخ والمنسوخِ عن المتقدِّمينَ من الأئمَّةِ، وأذكر من قولِ الجِلَّةِ من العلماءِ باللُّغةِ وأهل النَّظرِ ما حضرني...» (٢).
ثمَّ يتلوه الزَّجَّاجُ (ت: ٣١١) الذي اعتمد في أغلب رواياته التَّفسيريَّة على تفسيرِ الإمام أحمد، قال: «... وجميع ما ذكرناه في هذه القصَّة مما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، وكذلك أكثر ما رويتُ في هذا الكتابِ من التَّفسيرِ، فهو من كتابِ التَّفسيرِ عن أحمد بن حنبل» (٣).
_________
= للفراء، إعداد فايزة المؤيد (ص: ١١٥ - ١٦٣، ٢١١ - ٢٥٧)، وفهرس النحو، في الجزء الثاني من معاني القرآن، للأخفش، صنع المحققة هدى قراعة (ص: ٧٦٥ - ٨٠٢).
(١) استفاد النَّحَّاس في هذا البابِ من تفسيرِ ابن جريرٍ الطَّبريِّ، وكثيرًا ما اعتمد عليه في الإفادة من نقولِه عن السلفِ، والإفادة من ترجيحاتِه.
(٢) معاني القرآن، للنحاس (١: ٤٢).
وقد كان عدد وُرُودِ أسماء بعضِ مفسري السلف واللُّغويين كالآتي: ابن عباس (٦٠١)، ومجاهد (٩٠٥)، وعكرمة (١٧٤)، والحسن (٣٣١)، وقتادة (٦٨١)، والكسائي (٨٤)، والفراء (١٣٤)، وأبو عبيدة (١٠٢)، والأخفش (١٦)، والزجاج (٤٧).
(٣) معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (٤: ١٦٦). وقال في موضع آخر (٤: ٨): «قال أبو إسحاق: روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه «كتاب التفسير»، وهو ما أجازه لي عبد الله ابنه عنه...». =