وبردُها، وينفي عنهم غُمَّةَ الغارِ وكربَه» (١).
ولئن كانت هذه بدايةَ التَّأليفِ في هذا الموضوعِ، فإنَّ الأمرَ بعدَ ذلك صارَ أعمَّ في البحثِ، ولم يكنِ المقصودُ بالتَّأليفِ فيه ردَّ الطاعنينَ وإلحاداتِهم، بل كانَ المرادُ بيانَ ما يُشكِلُ فهمُه على القارئينَ، أيًّا كان هذا المشكلُ: في معنى، أو مناسبةٍ، أو نظمٍ، أو غيرِها.
كما أدخلَ المصنِّفون في تصنيفاتِهم كثيرًا من اللَّطائفِ والمُلحِ التي تتعلَّقُ بالتفسيرِ.
ومن المؤلفاتِ في مشكلاتِ القرآنِ ـ غير ما ذكرتُه من تأليفِ مقاتل بن سليمان (ت: ١٥٠)، وقطرب (ت: ٢٠٦)، وابن قتيبةَ (ت: ٢٧٦) ـ ما يأتي:
١ - وضح البرهان في مشكلات القرآن، لبيان الحقِّ محمود بن أبي الحسن النيسابوريِّ (ت: ٥٥٥ تقريبًا) (٢).
٢ - فوائد في مشكل القرآن، لعزِّ الدين عبد العزيز بن عبد السَّلام (ت: ٦٦٠) (٣).
_________
(١) تأويل مشكل القرآن (ص: ٩).
(٢) حقَّقه صفوان داوودي في مجلدين، ثمَّ وقفت بعد كتابةِ هذا البحثِ على تحقيق للباحثة: سعاد بنت صالح بن سعيد بابقي، وعنوان الكتاب عندها: باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن. ينظر: مقدمة تحقيق كتاب باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن (ص: ٣٠١ - ٣٠٥) عن تحقيق هذا العنوان للكتاب.
وهذا الكتابُ يغلبُ عليه ذكرُ المعاني. وفيه كثيرٌ من المشكلِ، ولو كان عنوانه مخصوصًا بالمعاني لكان أصدق على هذا المؤلَّفِ، لأنَّ من كتب في المعاني يتعرَّضُ للمشكلِ، أمَّا المشكلُ فيتعلَّقُ بما يقعُ فيه الإشكالُ لا غير، والله أعلمُ.
(٣) مطبوع بتحقيق: الدكتور سيد رضوان علي الندوي.