وهذا يرد أيضاً في عبارات السلف في النُّزول، وإن كان قليلاً، ويمكن حمل قول ابن عباس رضي الله عنهما السابق على هذا المعنى.
_________
= عبد الله بن سلام، وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل، وما أريد به، فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك: وشهد عبد الله بن سلام وهو الشاهد من بني إسرائيل على مثله؛ يعني: على مثل القرآن، وهو التوراة، وذلك شهادته أن محمداً مكتوب في التوراة أنه نبي، تجده اليهود مكتوباً عندهم في التوراة، كما هو مكتوب في القرآن أنه نبي». تفسير الطبري، ط. دار هجر، تحقيق الدكتور عبد الله التركي (٢١: ١٣١ - ١٣٢).
وللتفسير في هذا المقام مسلكان:
المسلك الأول: أن يحكم بصحة نزولها في عبد الله بن سلام، ويكون فيها من الاحتمالات ما سبق ذكره في المتن، ثمَّ يُحكم بعموم الوصف في قوله: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾، فيدخل في ذلك شهادة موسى عليه السلام، وكذا شهادة كل من يؤمن من بني إسرائيل.
المسلك الثاني: أن يُحكم بقول مسروق في أن نزولها كان في مكة، وأن المعنيَّ بها أولاً موسى عليه السلام، ثمَّ يُعمَّم الوصف المذكور، فيدخل فيه عبد الله بن سلام، وكل من آمن من أهل الكتاب بنبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم.


الصفحة التالية
Icon