فمن السُّور التي رُتِّب الأجر على قراءتها سورة الإخلاص، فقد روى البخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري: «أن رجلاً سمع رجلا يقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكر ذلك له ـ وكأن الرجلَ يتقالُّها ـ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن» (١).
ومن السور التي كان يقصد قراءتها في مواطن معيَّنة: سورة الكافرون وسورة الإخلاص، فقد ورد أنه يقرؤها في المواطن الآتية:
_________
= أحاديث وضعها بعض الزنادقة أو جهلة المتصوفة في فضائل السور إلا ما استثنى، ولا يغتر بذكر الواحدي والثعلبي والزمخشري والبيضاوي لها في تفاسيرهم، كما نبه على ذلك الحفاظ، كما أشار إلى ذلك بقوله الحافظ العراقي:
وكل من أودعه كتابه... كالواحدي مخطئ صوابه
وقال السيوطي في التدريب شرح التقريب: ومن الموضوع الحديث المروي عن أُبي بن كعب مرفوعاً في فضل القرآن سورة سورة من أوله إلى آخره، فروينا عن المؤمل بن إسماعيل قال: حدثني شيخ به فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بالمدائن وهو حي. فصرت إليه فقلت: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بواسط وهو حي. فصرت إليه فقال: حدثني شيخ بالبصرة. فصرت إليه فقال: حدثني شيخ بعبادان. فصرت إليه فأخذ بيدي، فأدخلني بيتاً، فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني.
فقلت: يا شيخ، من حدَّثك فقال: لم يحدثني أحد، ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن، فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن.
قلت: ولم أقف على تسمية هذا الشيخ إلا أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات من طريق بزيع بن حسان عن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أُبي بن كعب، وقال: الآفة فيه من بزيع. ثم أورده من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علي وعطاء، وقال: فكأن أحدهما وضعه والآخر سرقه أو كلاهما سرقه من ذلك الشيخ الواضع.
وقد أخطأ من ذكره من المفسرين في تفسيره كالثعلبي والواحدي والزمخشري والبيضاوي. قال العراقي: لكن من أبرز إسناده منهم كالأولين فهو أبسط لعذره إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه، وأما من لم يبرز سنده، وأورد بصيغة الجزم، فخطؤه أفحش». اهـ.
(١) صحيح البخاري برقم (٥٠١٤).


الصفحة التالية
Icon