والتشديد بعلامات مختلفة. وذلك عامته مجتمع في النقط، غير أنه يحتاج أن يكون الناظر فيه قد عرف أصوله... ففي نقط المصاحف المدور: (الرفع والنصب والخفض والتشديد والتنوين والمد والقصر)، ولولا أن ذلك كله فيه ما كان له معنى.
قال: وقد كان بعض من يحب أن يزيد في بيان النقط ممن يستعمل المصحف لنفسه ينقط الرفع والخفض والنصب بالحمرة، وينقط الهمز مجرداً بالخضرة، وينقط المشدد بالصفرة؛ كل ذلك بقلم مُدَوَّرٍ، وهذا أسرع إلى فهم القارئ من النقط بلون واحد بقلم مدور.
قال: وفي النقط علم كبير، واختلاف بين أهله، ولا يقدر أحد على القراءة في مصحف منقوط إذا لم يكن عنده علم بالنقط، بل لا ينتفع به إن لم يعلمه» (١).
وقد كان الضبطان مستعملين في وقت ابن مجاهد (ت٣٢٤هـ) ـ كما يبدو من كلامه، كما كان الداني (ت٤٤٤هـ) يأخذ بنقط أبي الأسود الدؤلي (ت٦٧ أو ٦٩هـ)، قال: «وترك استعمال شكل الشعر ـ وهو الشكل الذي في الكتب الذي اخترعه الخليل ـ في المصاحف الجامعة من الأمهات وغيرها = أولى وأحق اقتداء بمن ابتدأ النقط من التابعين واتِّباعاً للأئمة السالفين» (٢).
وهذا يدلُّ على أنَّ الشكل الذي اخترعه الخليل (ت١٧٠هـ) لم ينتشر انتشاراً يجعل نقط أبي الأسود (ت٦٧ أو ٦٩هـ) غير مستعملٍ، بل كان الضبطان مستعملين كما ترى.
ثم حصل لشكل الخليل (ت١٧٠هـ) شيءٌ من التعديل، فبدل علامة الكسرة (-) صارت توضع كسر بخط ممتد تحت الحرف كما هو مُتَّبع الآن.
• * *
_________
(١) المحكم، للداني (ص٢٣ - ٢٤).
(٢) المحكم في نقط المصاحف، للداني (ص٢٢).


الصفحة التالية
Icon