عليها، كاللفظ [١٦] والمعنى ـ وسيأتي ـ والاعتبار الزماني، والمكاني وغيرها.
أولاً: باعتبار معرفة الناس له:
قسَّم حبر الأمة ابن عباس التفسير، وجعله أربعة أوجه (١):
١ - وجه تعرفه العرب من كلامها.
٢ - وتفسير لا يعذر أحد بجهله.
٣ - وتفسير يعلمه العلماء.
٤ - وتفسير لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فقد كذب.
تفصيل هذه الأوجه وبناء الحكم عليها (٢):
الوجه الأول: ما تعرفه العرب من كلامها:
يشمل هذا القسم ألفاظ القرآن، وأساليبه في الخطاب، وذلك لأنه نزل بلغتهم وعلى طرائقهم في الكلام.
وهذه الألفاظ والأساليب معلومةٌ لديهم غير خافية، وإن كان قد يخفى على أفراد منهم شيء منها، وذلك لغرابتها على مسمعه، أو لعدم اعتياده عليها في لغة قومه، كما خفي على ابن عباس بعض معاني مفرداته؛ كلفظ «فاطر»، وغيرها.
ولذا تجد في تفاسير السلف تفسيرهم اللغوي لمعنى الصمد، والكفؤ، والفلق، والغاسق... إلخ.
والأساليب لما كانت على سَنَنِهم في الكلام (٣) لم يَخْفَ عليهم
_________
(١) «تفسير الطبري» (١/ ٣٤)، وانظر ما قبله من كلام الطبري، و «إيضاح الوقف والابتداء» (١/ ١٠١).
(٢) أضفت إلى هذا شرحاً، ينظر: «مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير»، ط. دار المحدث (ص١٢١ - ١٢٦).
(٣) راجع في ذلك: «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة، و «الصاحبي في فقه اللغة» لابن فارس.