صحةُ ذلك وقَبوله؛ لأن هذا تفسير مبني على اجتهاد المفسر ورأيه، وقد لا يكون صحيحاً (١).
وقد فسَّر الرسول صلّى الله عليه وسلّم القرآن بالقرآن؛ كما في حديث ابن مسعود في الصحيحين: لما نزلت آية: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام: ٨٢]، فسَّرها الرسول صلّى الله عليه وسلّم بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣].
وقد اعتنى بهذا الطريق من السلف المفسر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد ظهر هذا واضحاً من خلال المرويات عنه في تفسير الطبري (٢).
وقد كان لابن كثير عناية بهذا الطريق في تفسيره.
وممَّن ألف في هذا الطريق الأمير الصنعاني (محمد بن إسماعيل) (ت: ١١٨١هـ). [٢٢]
وعنوان كتابه: «مفاتيح [مفتاح] الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن» (٣).
وأفضل مؤلَّف موجود الآن في هذا النوع كتاب الإمام الشنقيطي (ت: ١٣٩٣هـ) الذي أسماه «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن»، وقد قدم له بمقدمة مهمة في أنواع بيان القرآن للقرآن، وتوسع فيها كثيراً.
أنواع تفسير القرآن بالقرآن:
ينطوي تحت تفسير القرآن بالقرآن أنواع عدة، وقد سبق أن أشرت إلى
_________
(١) انظر: (ص٥٢) من هذا البحث.
(٢) يضاف كذلك مقاتل بن سليمان، فله عناية به، خصوصاً «جمع النظائر».
(٣) هذا الكتاب مخطوط في الجامع الكبير بصنعاء، وقد حققه في رسالة ماجستير عبد الله بن سوقان الزهراني في الجامعة الإسلامية، وقد ظهر أيضاً «تفسير القرآن، بكلام الرحمن» لثناء الله الهندي (ت٣٦٨هـ) عن دار السلام للنشر، ١٤٢٣هـ.


الصفحة التالية
Icon