وسيكون الحديث هنا عن هذه التفاسير، وذكر شيءٍ من أمثلةٍ للمعتقدات التي ذكرها شيخ الإسلام؛ ليتبين أثر ذلك المعتقد على تحريف التفسير.
١ - تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصمِّ (ت: ٢٠١)، وهو من متقدمي المعتزلة من أهل القرن الثاني، وقد أشار شيخ الإسلام إلى تقدُّم زمنه بقوله: «شيخ إسماعيل بن علية (ت: ٢١٨) الذي كان يناظر الشافعي (ت: ٢٠٤)».
وقد بقيت نقولات من تفسيره عند الرازي (ت: ٦٠٤) في تفسيره مفاتيح الغيب، حيث كان حريصًا على نقل أقوال المعتزلة ومناقشتها (١).
٢ - كتاب محمد بن عبد الوهاب؛ المعروف بأبي علي الجبائي (ت: ٣٠٣)، وهو من المقدَّمين عند المعتزلة، وله آراء وأتباع، وكتابه في التفسير يسمى (التفسير الكبير) (٢).
ومن هذا الكتاب نقول عند الطوسي الرافضي المعتزلي (ت: ٤٦٠) في كتابه التبيان في تفسير القرآن، وعند الرازي (ت: ٦٠٤) في تفسيره مفاتيح الغيب.
٣ - كتاب القاضي عبد الجبار الهمذاني (ت: ٤١٥) المسمى بالتفسير الكبير (٣).
_________
(١) ينظر في ترجمته: كتاب المنية والأمل المنسوب للقاضي عبد الجبار المعتزلي، وقد ذكر تفسيره، ووصفه بأنه عجيب، وذكر أن الجبائي المعتزلي لا يذكر أحدًا في تفسيره سواه. المنية والأمل، تحقيق الدكتور عصام الدين محمد علي (ص: ٦٧ ـ ٧١).
(٢) سير أعلام النبلاء (١٤: ١٨٤).
(٣) ينظر في هذا الكتاب: مقدمة الدكتور عدنان زرزور لكتاب (متشابه القرآن) للقاضي عبد الجبار، وقد اعتنى ببعض كتبهم وتراثهم؛ ككتابه: الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير، والحاكم هذا معتزلي؛ كما أشار في تعليقاته على مقدمة شيخ الإسلام (ص: ٨٣) أنه أعدَّ دراسة عن منهج المعتزلة في تفسير القرآن.


الصفحة التالية
Icon