على أربعة وجوه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره» (١).
وإذا علمت أنَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يبتدئ أصحابه بالتعليم في أحيان كثيرة = ظهر لك أنَّ المدارسة التي بينهم في العلم قد تكون مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد تكون فيما بينهم، فإذا أشكل عليهم شيء من العلم سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإن كان كثير من العلم يبتدئهم به الرسول صلّى الله عليه وسلّم دون سؤال منهم.
وإنَّ النتيجة التي يمكن أن تخلص إليها من جملة هذه الآثار: أنَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم بيّن لهم من المعاني ما احتاجوا إليه، بدلالة قوله صلّى الله عليه وسلّم: «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؛ كتاب الله وسنتي» (٢).
وكان من أعظم ما يدخل في البيان أصول الدين والشرائع والمعاملات، وأنَّ الخلاف الوارد في التفسيرِ كان في أمورٍ قابلة للاجتهاد، والأمر فيها واسع، وهي ترجع إلى احتمال الآية للمعنى المذكور من عدمه.
ثانيًا: اهتمام الصحابة بتعلُّم معاني القرآن (٣):
طرح شيخ الإسلام في هذه المسألة دليل النقل ودليل العقل:
أما دليل النقل، فما رواه أبو عبد الرحمن السُّلمي، قال: «حدثنا الذين
_________
(١) تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (١: ٧٥).
(٢) مسند الإمام أحمد (١: ١٢٦)، وقد أخرجه غيره.
(٣) هذه المسألة من القضايا العلمية التي تحتاج إلى بحث ليُتعرَّف منه على طريقة السلف في تعلُّم القرآن وتعليمه حروفًا ومعاني، ثم معرفة طريقتهم في العمل به.