قال عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا | فنجهل فوق جهل الجاهلينا |
الثاني من المجانس وهو المناسبة، وهي تدور في فنون المعاني التي ترجع إلى أصل واحد، فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم﴾ فجونس بالانصراف عن الذكر صرف القلب عن الخير، والأصل فيه واحد وهو الذهاب عن الشيء، أما هم فذهبوا عن الذكر، وأما قلوبهم فذهب عنها الخير. ومنه: ﴿يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾ فجونس بالقلوب التقلب، والأصل واحد، فالقلوب تتقلب بالخواطر، والأبصار تتقلب في المناظر، والأصل التصرف. ومنه: ﴿يمحق الله الربا ويربي الصدقات﴾ فجونس بإرباء الصدقة ربا الجاهلية، والأصل واحد وهو الزيادة إلا أنه جعل بدل تلك الزيادة المذمومة زيادة محمودة.