وكذلك سبيل المكسور ومنكسر، وساقط ومسقط
والتضمين على وجهين، تضمين توجيه البنية، وتضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به، ومن حيث جرت العادة بأن يعقد به. فأما الذي توجبه نفس البنية، وتضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به، ومن حيث جرت العادة بأن يعقد به. فأما الذي توجبه نفس البنية، فالصفة بمعلوم يوجب أنه لابد من عالم، وكذلك مكرم، وأما الذي يوجبه معنى العبارة من حيث لا تصح إلا به، فكالصفة بقاتل يدل على مقتول من حيث لا يصح معه معنى قاتل، ولا مقتول، فهو على دلالة التضمين.
وأما التضمين الذي يوجبه معنى العبارة من جهة جريان العادة فكقولهم: " الكر بستين " المعنى فيه بستين دينارا، فهذا مما حذف وضمن الكلام معناه لجريان العادة به. والتضمين كله إيجاز استغنى به عن التفصيل إذ كان مما يدل دلالة الإخبار في كلام الناس، فأما التضمين الذي يدل عليه دلالة القياس فهو إيجاز في كلام الله عز وجل خاصة، لأنه تعالى لا يذهب عليه من وجوه الدلالة، فنصبه لها يوجب أن يكون قد دل عليها من كل وجه يصح أن يدل عليه. وليس كذلك سبيل غيره من المتكلمين بتلك العبارة، لأنه قد تذهب إليه دلالتها من جهة القياس ولا يخرجه ذلك عن أن يكون قد قصد بها الإبانة عما وضعت له في اللغة من غير أن يلحقه فساد في العبارة. وكل آية فلا تخلو من تضمين لم يذكر باسم أو صفة، فمن ذلك: " بسم الله الرحمن الرحيم " قد تضمن التعليم لاستفتاح الأمور على التبرك به والتعظيم لله بذكره، وأنه أدب من آداب الدين وشعار للمسلمين، وأنه إقرار بالعبودية واعتراف بالنعمة التي هي من أجل نعمة، وأنه ملجأ الخائف: