هَلْ غَيْرُ أَنْ كَثُرَ الأشُرُّ وَأَهْلَكَتْ حَرْبُ المُلُوكِ أَكَاثِرَ الأَمْوَالِ (١)
واختلف في المَبْلَغِ: الأشد، فقال مجاهد: ثلاث وثلاثون سنة (٢)، وقال ابن عباس: بضع وثلاثون سنة، وقال الضحاك: عشرون سنة (٣)، وأنه لما بلغ أشده وهو في قوته من الأقوال المذكورة: أعطاه الله حكما وعلما، يقول تعالى: وكما جزيت يوسف فأثبْتُه بطاعته إياي الحكم والعلم، ومكنته في الأرض، واستنقذته من أيدي إخوته الذين أرادوا قتله، كذلك أجزي من أحسن في عمله، فأطاعني في أمري، وانتهى عما نهيته في معاصي، وهذا وإن كان مخرجه في ظاهره على كل محسن فإن المراد به محمد-صلى الله عليه- يقول له: كما فعلت هذا بيوسف، فكذلك أفعل بك فأنجيك من مشركي قومك، الذين يقصدونكم بالعداوة (٤) لأن ذلك جَزَائِي أهل الإحسان في أمري ونهيي، قال ابن عباس: يجزي المحسنين أي: المهتدين (٥).
وقوله تعالى: ﴿ورَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ﴾ أي: راودت امرأة العزيز، وهي التي كان يوسف في بيتها عن نفسه أن يواقعها (٦)، كما روي عن ابن إسحاق والسدي وابن جبير (٧)،
_________
(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٥/ ٢٢. الأنباري، أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، (ت: ٣٢٨ هـ)، الزاهر في معاني كلمات الناس ت: د. حاتم صالح الضامن، ط ١، (بيروت: مؤسسة الرسالة، ١٤١٢ هـ-١٩٩٢)، ١/ ٥٥. البقاعي، إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر (ت: ٨٨٥ هـ) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ط ١، (القاهرة: دار الكتاب الإسلامي)، ١٠/ ٥٥.
(٢) مجاهد، مرجع سابق، ١/ ٥٢٥. ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٦٧.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٦٧. القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، ٥/ ٣٥٣٢. الماوردي، مرجع سابق، ٤/ ٢٤٠.
(٤) في (د) زيادة"وأمكن لك في الأرض وأوتيك الحكم والعلم".
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٦٩.
(٦) ابن جرير، المرجع السابق. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٠.
(٧) سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الكوفي: المقرئ المفسر الفقيه، ورأى خلقاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم، قتله الحجاج في سنة ٩٥ هـ. ابن خلكان، مرجع سابق، ٢/ ٣٧١. الذهبي، تذكرة الحفاظ، مرجع سابق، ١/ ٧٦. الذهبي، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ٤/ ٣٢٢.


الصفحة التالية
Icon