رَبِّي} يقول: إن صاحبك زوجك سَيِّدِي (١)، قال السدي ومجاهد وابن إسحاق. وقولُهُ: ﴿أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ يقول أحسن منزلتي (٢)، وأكرمني وائتمنني فلا أخونه (٣)، وقال الزجاج (٤): يجوز أن تكون الهاء لله-عز وجل-أي: أن الله ربي أحسن مثواي في طول مقامي (٥)، وقولُهُ: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ يقول: إنه لا ينجح من ظلم، ففعل ما ليس له فعله، وهذا الذي تدعونني إليه من الفجور ظلم وخيانة لسيدي الذي ائتمنني على منزله (٦)، نحو ما روي عن ابن عباس وابن إسحاق. وقد تضمنت الآيات: البيان عما يوجبه الجهل بمقدار المبيع النفيس من الزهد فيه، مع بيعه بالثمن الخسيس الحقير اليسير النزر، والبيان عما يوجبه حسن تدبير الله-جل وعز-لو كان حقيقا للرفعة (٧)، من التمكين في الأرض وتعليم (٨)
العلم الذي يحل به القدر، ويعظم به الشأن، كما كان أمر يوسف فما أعطي من تلك الحال، ومكن بالملك، وكثرة المال، والبيان عما يوجبه حال المحسن من الجزاء على الإحسان، بإتيانه الحكم والعلم، وناهيك بهما سَناً وعطاءً وكرامة وكريم جزاء، والبيان عما يوجبه الامتناع من الحرام في حال شدة المنازعة، وقوة الشهوة من المدح بهذه الحال الجميلة، والفضيلة الجليلة.
القولُ في الوقفِ والتمامِ:
_________
(١) مجاهد، مرجع سابق، ص ٣٩٤. ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٧٨.
(٢) في (د) "مقولتي".
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٧٩.
(٤) إبراهيم بن السرىّ بن سهل أبو إسحاق الزّجّاج النحوىّ صاحب كتاب معانى القرآن، كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، وله مؤلّفات حسان فى الأدب. قال أبو محمد بن درستويه النحوىّ: حدّثنى الزّجاج قال: كنت أخرط الزّجاج، فاشتهيت النحو، فلزمت المبرّد لتعلّمه- وكان لا يعلّم مجانا، ولا يعلّم بأجرة إلا على قدرها (ت: ٣١١ هـ). القفطي، مرجع سابق، ١/ ١٩٤. الزركلي، مرجع سابق، ١/ ٤٠.
(٥) الزجاج، مرجع سابق، ٣/ ١٠١.
(٦) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٨٠. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٢.
(٧) في (د) "بالرفعة".
(٨) في (د) "وتعلم".. وكلاهما صحيح للمصدرية.