عما هم به من الفاحشة، كذلك نسبب له في كل ما عرض له من هم يهم به فيما لا يرضاه ما يزجره ويدفعه عنه، ليطهره من دنس ذلك (١).
وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ﴾ أي: واستبق يوسف امرأة العزيز باب البيت (٢)، أما يوسف: ففراراً من ركوب الفاحشة لما رأى من برهان ربه (٣)، وأما المرأة: فطلباً ليوسف لتقضي حاجتها منه التي أرادته عليها، فأدركته، فتعلقت بقميصه من خلفه، فجذبته إليها مانعة له من الخروج من الباب، وقدته من دبر أي: شقته من خلف، لا من قدام (٤)، ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ أي: وصادف سيدها: وهو زوج المرأة، عند الباب (٥)، وقولُهُ: ﴿قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي: قالت امرأة العزيز لزوجها لما خافت أن يتهمها بالفجور: ما ثواب من أراد
_________
(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٠٠.
(٢) عبدالرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢٢. ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٠١. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٦.
(٣) فائدة: البرهان من الله يقي العبد السوء في جميع الأمور، والهروب من الفاحشة والفتنة أمر ممدوح، وفيه دليل على العصمة للأنبياء وبراءة يوسف عليه السلام. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٣٢٩، ٣٢٨. فائدة: المرأة فتنة كبرى في حياة الرجال فعلى المؤمن أن يحذر من الوقوع في حبائل النساء، ويتقي الله حق تقاته فلا يمدن عينيه الى محرم، ولا يخلون بأجنبية، ولا يرسلن فكره نحو امراة تحرم عليه. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٣٣٥.
(٤) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٠١. الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢١٤.
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٠٢، ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٧.


الصفحة التالية
Icon