﴿وَآَتَتْ﴾. والسكين تذكر وتؤنث، ﴿وَقَالَتِ اخْرُجْ عليهنَّ﴾ متعلق بـ ﴿اخْرُجْ﴾، ﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ﴾ الفاء جواب قولها، ولما ظرف (١)
، ﴿أَكْبَرْنَهُ﴾ جواب لما وهو العامل في لما، ﴿وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ معطوف على ﴿أَكْبَرْنَهُ﴾، و ﴿أَيْدِيَهُنَّ﴾ نصب بـ ﴿وَقَطَّعْنَ﴾، ﴿وَقُلْنَ﴾ معطوف أيضا، وشددت النون من ﴿أَيْدِيَهُنَّ﴾ وخففت من ﴿وَقَطَّعْنَ﴾: لأن المشددة بحذاء حرفين من المذكر إذا قلت: أيديهم، والمخففة بإزاء حرف واحد من المذكر إذا قلت قطعوا (٢)، وقوله: ﴿حَاشَ لِلَّهِ﴾ من قرأ بالحذف دل على أنه فعل، لأن الحروف لا يحذف منها، ومعناه المجاوزة، وإذا كان فعلاً ففاعله: يوسف، والتقدير: بعد يوسف عن هذا، وهي حرف، أو فعل على القولين، وأهل اللغة يقولون: هو مشتق من قولك: كنت في حشى فلان، أي: في ناحية فلان (٣)، فالمعنى في ﴿حَاشَ لِلَّهِ﴾: براءة الله من هذا (٤)، من التنحي أي: قد نحى الله يوسف من هذا، فإذا قلت حاشى لزيد من هذا فمعناه: قد نحى زيد من هذا أو تباعد منه، واللام متعلقة بحاشى، وقوله تعالى: ﴿مَا هَذَا بَشَرًا﴾، ﴿مَا﴾ نفي، و ﴿هَذَا﴾ اسم ﴿مَا﴾، و ﴿بَشَرًا﴾ خبرها، و ﴿مَا﴾ مشبهة بليس، ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾، ﴿إِنْ﴾ بمعنى ما، و ﴿هَذَا﴾ رفع بالابتداء، ﴿إِلَّا مَلَكٌ﴾ خبر، و ﴿كَرِيمٌ﴾ نعت له، ﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾ الفاء جواب قولهن، ﴿فَذَلِكُنَّ﴾ رفع بالابتداء، و ﴿الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾ الخبر (٥)
، و ﴿فِيهِ﴾ متعلق بـ ﴿لُمْتُنَّنِي﴾، وذلك إشارة إلى
_________
(١) صافي، مرجع سابق، ١٢/ ٤٦١. درويش، مرجع سابق، ٤/ ٤٨١. الدعاس، مرجع سابق، ٢/ ٨٦..
(٢) العكبري، اللباب في علل البناء والإعراب، مرجع سابق، ١/ ٣١. ابن هشام، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، مرجع سابق، ١/ ٨٩٣، ١٦٥.
(٣) ابن جزي، مرجع سابق، ١/ ٧٣٣. أبوحيان، مرجع سابق، ٥/ ٢٤٩. ابن عاشور، مرجع سابق، ١٢/ ٢٦٣.
(٤) الزجاج، مرجع سابق، ٣/ ١٠٧. ابن عادل، مرجع سابق، ١١/ ٨٥. الشوكاني، مرجع سابق، ٣/ ٢٧.
(٥) صافي، مرجع سابق، ١٢/ ٤٢٠. درويش، مرجع سابق، ٤/ ٤٨٢ الخراط، مرجع سابق، ١/ ٤٢٩..


الصفحة التالية
Icon