المبحث الأول: عصر الإمام الحَوفي
وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: عصره من الناحية السياسية
عاش شيخنا الإمام الحَوفي حياته في مصر إبان الحكم الفاطمي لمصر، والشام، وغيرهما من البلاد الإسلامية، وخاصة في الثلث الأخير من القرن الرابع الهجري والثلث الأول من القرن الخامس الهجري.
وتعد هذه الفترة من أسوأ فترات الحكم الإسلامي في مصر، وغيرها من البلدان الإسلامية (١) سياسيا، حيث كانت الدولة العباسية الإسلامية تعاني من التمزق الشديد، الذي أدى إلى سقوطها في النهاية، وانتهاء الخلافة القرشية التي كانت تحظى بتأييد سياسي، وديني واسعي النطاق عند كافة المسلمين.
في الثلث الأول من القرن الرابع الهجري، تلاشى نفوذ الدولة العباسية في مصر، والمغرب الإسلامي، حيث استولى على الحكم أول الحكام الفاطميين بعد معارك شرسة في السر والعلن، إلى أن وطدوا حكمهم على مصر وما حولها (٢).
أما معارك السر فقد ادعى الفاطميون، أنهم من نسل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وأنهم من آل البيت، وبهذا كانوا أحق الناس بالحكم من غيرهم، وصاروا يحرضون الناس على مقاومة الحكم العباسي.
_________
(١) الصعيدي، عبد المتعال، المجددون في الإسلام من القرن الأول إلى الرابع عشر، (دار الحماس للطباعة)، ١٤٨، ١٧١. حسن، د/ إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ط ٣، (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، ١٩٨٢ م)، ٤/ ١٧٧.
(٢) حسن، مرجع سابق، ٣/ ٢٢١، ٢٢٧. شلبي، د/ أحمد شلبي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ط ٨، (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، ١٩٨٥ م)، ٥/ ١١٧.


الصفحة التالية
Icon