كلهم قرأ ﴿دابا﴾ بسكون الهمزة إلا حفصاً فإنه فتحها (١)، فالإسكان أصل المصدر، والتحريك من أجل حرف الحلق، ودليل الإسكان قوله تعالى: ﴿كَدَابِ﴾، والفتح مثل قولهم نهْر ونهَر وسمْع وسمَع لغتان، وذكر ابن أبي حاتم (٢) أن الفتح مصدر دِئْب وليس يعرف دِئْب (٣) وإنما يقال داب.
القولُ في المعنى والتفسيرِ:
المعنى والله أعلم وقال: ملك مصر إني أرى في المنام سبع بقرات سمان يأكلهن سبع من البقر عجاف، وقال: إني أرى، ولم يذكر أنه رأى في منامه ولا في غيره لتعارف العرب "بينهما" (٤) في كلامها، إذا قال القائل منهم: إني أرى أن (٥) أفعل كذا وكذا أنه خبرٌ عن رؤية ذلك في منامه فأخرج الخبر على ما جرى به استعمال العرب، والتقدير: فأرى سبع سنبلات خضر في منامي وسبعاً أخر يابسات، يا أيها الأشراف من رجالي وأصحابي أفتوني في رؤياي فاعبروها إن كنتم للرؤيا عبَرة (٦).
_________
(١) ابن خالويه، كتاب السبعة في القراءات، مرجع سابق، ص ١٩٥. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، ٢/ ٤٦. الفارسيّ، مرجع سابق، ٤/ ٤٢٦، ٤٢٥. النيسابورىّ، مرجع سابق، ١/ ٢٤٦. ابن زنجلة، مرجع سابق، ١/ ٣٥٩. الأهوازي، أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد (ت: ٤٤٦ هـ)، الوجيز في شرح قراءات القرأة الثمانية أئمة الأمصار الخمسة، ت: دريد حسن أحمد، ط ١، -٢٠٠٢ م، ١/ ٢١٤. العكبري، التبيان في إعراب القرآن، مرجع سابق، ٢/ ٧٣٤. ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، مرجع سابق، ٢/ ٢٩٥.
(٢) عبد الرحمن بن محمد أبي حاتم ابن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي، أبو محمد: حافظ للحديث، من كبارهم الإمام الحافظ الناقد شيخ المحدثين الثبت. وهو من نظراء البخاري ومن طبقته، ومناقبه كثيرة له تصانيف، منها (الجرح والتعديل -التفسير) وغيرهما (ت ٣٧٧ هـ). ابن أبي يعلى، أبو الحسين محمد بن محمد ت ٥٢٦ هـ، طبقات الحنابلة (بيروت -دار المعرفة، ١٣٧١ هـ- ١٩٥٢ م) ٢/ ٥٥. ابن عساكر، مرجع سابق، ٣٥/ ٣٥٧.
(٣) في (د) "دإب".
(٤) كذا بالأصل والصواب "بينهم" كما عند ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١١٦ لاستقامة المعنى والله تعالى أعلم.
(٥) في (د) "أني". وهي الصواب لاستقامة المعنى.
(٦) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٧٧.