قوله: (فشاعا في الكسر الخ) وأصله كان استعارة لأنه لا يتصوّر الكسر والطعن الحقيقي
إلا في الأجسام، ثم صار حقيقة عرفية فيه، وفي هذه الآية دليل على أنّ الكفار مكلفون بالفروع لذمّهم بما ذكر فلا يرد أنه كيف يذم الكافر بما ذكر وفيه ما هو أقبح منه. قوله: (وبناء فعلة) بضم الفاء وفتح العين، والفرق بين المفتوح والساكن ما ذكر وأيضاً المفتوح صيغة مبالغة بمعنى اسم الفاعل والساكن بمعنى المفعول كما في أدب الكاتب، وكأنه كثري لأن من كلامهم لقطة بالفتح، وهي بمعنى المفعول وسمع الساكن أيضا بمعنى الفاعل، وقوله: على بناء المفعول أي على البناء الذي وضع لمعنى مفعول كما قاله ابن قتيبة: وقوله فيضحك مته، ويشتم بصيغتي المجهول وهذا أصل وضعه، ثم عم لكل من يكثر الغيبة وإن لم يكن كذلك ولا يلزم أن يكون هذا بمحضر منه.
فقد أجلك من يرضيك ظاهره وقدأطاعك من يعصيك مستترا
فلا يرد أن ما ذكر ينافي نزول الآية في الرجلين المذكورين، وهما من عظماء قريش وتوله: الذي يأتي بالأضاحيك صفة كاشفة للمراد بالمسخرة بالفتح. قوله: (١ لأخنس بن شريق) بفتح الشين بزنة فعيل اسمه أبيّ بن عمرو الثقفي حليف بني زهرة، ولقبه به أبو سفيان لما رجع ببني زهرة عن بدر ثم أسلم وكان من المؤلفة على ما صححه ابن حجر في الإصابة وهو يقتضي أن لا يصح ما ذكره المصنف لقوله: لينبذنّ في الحطمة. قوله: (منتابا) بالكسر كمنحار بمعنى كثير الغيبة، وقوله: اغتيابه بالجر معطوف على الوليد، وقوله: ما لا تنكيره للتكثير أو للتقليل، والتحقير باعتبار أنه عند الله أحقر شيء. قوله: (بدل من كل الخ) بدل كل من كل وقيل: بدل بعض من كل ولم يجعله صفة لكل كما قيل لأن النكرة لا توصف بالمعرفة، وكون كل همزة معرفة كما قاله الزمخشري في كل نفس في سورة ق، مما لا وجه له والاشتغال بتوجيه مثله
مما لا ينبغي وقد مر ثمة ما فيه وقوله: عدّة بالضم أي معداً ومدخراً والنوازل المصائب النازلة على الناس، وقوله: عدّة مرّة الخ لا محصل له معتد به، وقوله: ويؤيده أي يؤيد أنه من العدد لا من العئه بالضم فإنّ هذه القراءة دالة على ما ذكر وهو اسم معطوف على قوله: مالاً والضمير للمال، ومعنى كونه جمع عدة أنه أحصاه وضبطه فإن سلم أنه يقال جمع العدد بمعنى ضبطه فبها ونعصت والا فهو كقوله:
علفتها تبناً وماء باردا
وفي التأويلات أنه بمعنى جعله أصنافاً وأنواعاً كعقار ومتاع ونقوداً وهو للذي والمراد بعدده أتباعه وأنصاره كما يقال: فلان ذو عدد وعدد وقيل: إنه فعل ماض وفك إدغامه على خلاف القياس كما في قولى:
إني أجود لأقوام وإن ضننوا
وهو متكلف لفظاً ومعنى وقول المصنف على فك الإدغام ظاهر فيه لأنه لو كان اسما لم
يكن فيه إدغام حتى يفك، وفيه نظر لأنه يقال: عد بمعنى عدد والأصل في كل مثلين التقيا الإدغام فلا حاجة إلى تكلف أنّ المراد بفك الإدغام تركه ابتداء. قوله: (تركه خالدا) خلوداً لا يتناهى أو مكثاً طويلا لأنّ مدخراته، وتداركه لمثله وبناءه وغرسه مقتض لذلك وهو استعارة تمثيلية لما ذكره من شدة محبته له أو غفلتة وطول أمله، وقوله: وفيه تعريض يعني على الوجوه كلها لا على ما عدا الأوّل كما قيل والزمخشري جعل التعريض وجها مستقلا وكأنّ المصنف لم يرتض به، وقوله: عمل من لا يظن الموت كالبناء المشيد وغرس الأشجار واجراء الأنهار ونحوه. قوله: (ردع له عن حسبانه الا عن همزه ولمزه كما توهم لبعده لفظاً ومعنى، وقوله: تحطم أي تكسر ففي الحطمة مماثلة لعمله لفظاً ومعنى، وقوله: تعلو أوساط القلوب على أنّ
معنى الفؤاد وسط القلب ويستعمل بمعنى القلب ففسه وضمير عليها للقلوب لأنها إذا وصلت لوسطه اشتملت عليه وعلى جميع الجسد، وقوله: وتخصيصها الخ فعلى الأوّل هو بيان لشدّة عذابهم، وعلى الثاني أحرقت الأفئدة لأنها محل العقائد الفاسدة وقوله: تحن الخ الأجبال بالهمزة جمع جبل كأجبل ومحل الشاهد فيه ظ! اهر. قوله: (أي موثقين في أعصد! ممدودة) إشارة إلى أنّ قوله في عمد ممددة حال من ضمير عليهم، والمقاطر جمع مقطرة بالفتح وهي جذع كبير فيه خروق يوضع فيها أرجل المحبوسين من اللصوص، ونحوهم وقوله: تقطر أي يجعل كل بجنب آخر، والحديث المذكور موضوع قمت السورة والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ا-له وصحبه.