أوَّلَه (١) ويَقْصُرُه.
وأوَّلُه مكسورٌ: فإن شئتَ كان واحدًا مقصورًا، وإن شئتَ جعلتَه جِمَاعًا واحدتُه: بِنْيَةٌ.
فإذا وقفتَ عليه وهو منصوبٌ قلتَ: بِنَاءً (٢)، بثلاثِ ألفاتٍ، هذه لغةُ الذين يهمزون.
ومَن كان لا يَنْبِرُ قال: بِنَاءًا، فأشار إلى الهمزِ، وكان حمزةُ يفعلُ ذلك، فيقولُ: ﴿إِنَّا أَنشَانَاهُنَّ إِنشَاأَ﴾، ومثلُه: ﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاأَ﴾، كأنه يُشِيرُ إلى الهمزِ، وليس يهمزُ.
وبعضُ قَيْسٍ يقولون: إِنشَايَا، وبِنَايَا، ولا تَدْخُلُ في القراءةِ؛ لخِلَافِها للكتابِ.
من ذلك: قولُ الشاعرِ:

إِذَا مَا الشَّيْخُ صَمَّ فَلَمْ يُكَلِّمْ وَلَمْ يَكُ سَمْعُهُ إِلَّا نِدَايَا
وهو كثيرٌ في لغاتِهم.
وقال الآخرُ:
غَدَاةَ تَسَاتَلَتْ مِن كُلِّ أَوْبٍ كِنَانَةُ عَاقِدِينَ لَهُمْ لِوَايَا
وَذلك لِمَكَانِ الْهَمْزِ؛ وَأَنَّ لُغَتَهُمْ تَرْكُهُ.
(١) في النسخة: «أَوّلُهُ».
(٢) رسمت في النسخة: «بِناءأًا».


الصفحة التالية
Icon